لقي خمسة جنود ليبيين مصرعهم بشرق البلاد، ثلاثة منهم قتلوا بمدينة بنغازي التي تعيش على وقع انفلات أمني غير مسبوق، واثنان تم العثور على جثتيهما بمدينة درنا الواقعة أيضا شرق ليبيا. وقالت فادية البرغاتي، المتحدثة باسم المؤسسة الاستشفائية "الجلاء"، الواقعة بمدينة بنغازي إن مصالحها استقبلت، فجر أمس، جثث ثلاثة جنود قتلوا رميا بالرصاص في هجمات متفرقة. من جانبه، أكد مسؤول محلي بمدينة درنا العثور على جثتين لجنديين قتلا رميا بالرصاص وهما في طريق عودتهما إلى مسقط رأسيهما بمدينة طبرق الواقعة بأقصى الشرق الليبي. وتصاعدت عمليات الاستهداف الفردية لعناصر قوات الأمن والجيش ليس فقط بمدينة بنغازي المعروف عنها توترها الأمني ولكن بمختلف أنحاء البلاد بما يعطي القناعة بأن هناك تخطيطا مسبقا لتدبير مثل هذه العمليات التي تضرب بالأخص الرموز الأمنية في ليبيا. ويتأكد ذلك خاصة وأن الاشتباكات بين القوات الخاصة في الجيش الليبي وعناصر جماعة "أنصار الشريعة" المسلحة تجددت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بهذه المدينة. وذكرت مصادر أمنية أن مجهولين كانوا على متن سيارة وجهوا نيران أسلحتهم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء صوب وحدة من الجيش الليبي مكلفة بتأمين مستشفى الجلاء دون أن تسفر عن وقوع ضحايا. وأضافت أن المسلحين لاذوا بالفرار بعدما رد عناصر الوحدة. ويأتي هذا الهجوم بعد اشتباكات دامية كانت نشبت الاثنين الأخير بين القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي وعناصر من جماعة أنصار الشريعة الاسلاموية المتطرفة والتي راح ضحيتها تسعة قتلى وعشرات الجرحى. وهي الاشتباكات التي أثارت موجة غضب عارمة لدى سكان المدينة الذين قرروا الدخول في عصيان مدني استجابة لدعوات قادتهم للتعبير عن تذمرهم الشديد لما آلت إليه الأوضاع الأمنية بمدينتهم وللمطالبة برحيل كل المجموعات والمليشيات المسلحة من المدينة. وتواصلت، أمس، مظاهر شل الحركة في بنغازي لليوم الثاني على التوالي، حيث بقيت المدارس والجامعات والإدارات مغلقة كما لم تفتح معظم المحال التجارية أبوابها. وفي ظل هذا الوضع المتأزم، حل وفد عن المؤتمر العام الوطني الذي يشكل البرلمان الليبي بالمدينة حيث أجرى أعضاؤه محادثات مع مسؤولي وأعيان المدينة قصد التوصل إلى مخرج للازمة التي تتخبط فيها بنغازي. وهي في الحقيقة أزمة أمنية تتخبط فيها كل ليبيا التي بقيت عاجزة بعد عامين من الإطاحة بالنظام السابق من فرض دولة القانون على كامل أنحاء البلاد.