لم تسلم أحياء بلدية الكاليتوس شرق العاصمة، من ظاهرة انتشار النفايات بالرغم من الإستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها السلطات المحلية في استعمال طريقة جديدة لجمع النفايات المنزلية، وذلك من خلال استعمال حاويات حديثة وزعت على مختلف الأحياء لحمل كمية كبيرة من القمامة تصل إلى 5,2 أطنان، لكن المظهر البيئي لهذه المنطقة لم يتغير، بل زاد سوءا في انتشار القمامة بالعديد من الأحياء حسبما لاحظناه خلال الزيارة الميدانية إلى المنطقة. رغم أنها أول تجربة من نوعها تستعمل في الجزائر، والتي ارتأت بلدية الكاليتوس استعمالها من خلال اقتناء 25 حاوية كمرحلة أولى، لوضعها في الأحياء الكبيرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، منها حييا 1600مسكن و917 مسكنا والطريق الوطني رقم 8، حيث يتم نصب هذه الحاويات في الأرض بعد عملية حفر معمق، وتثبيتها لتسهيل جذب الكيس، وتدوم صلاحيته عشر سنوات كاملة لأنه يقاوم الحرارة، إلا أنها تجربة فاشلة بالمقارنة مع حجم النفايات التي وجدناها بمختلف شوارع البلدية خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها «المساء». وخلال زيارتنا لحي لالة فاطمة انسومر، لاحظنا أكواما كبيرة من القمامة وسط الشوارع وبين العمارات وفوق الأرصفة، حيث أوضحت شهادات المواطنين أن عمال النظافة لا يقومون بدورهم كما ينبغي ولا يعملون بصفة يومية، كما أن الرمي العشوائي للقمامة يساعد على انبعاث الروائح الكريهة، وتشكل ديكورا منفرا يطبع الحي، ناهيك عن تكاثر الحشرات والبعوض. من جهة أخرى أكد لنا بعض المواطنين، أن غياب ثقافة النظافة لدى بعض السكان جعل أوضاع الحي تتدهور بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، بحيث لا يراعون شروط النظافة رغم أهميتها، وهو ما جعل الحي يتحول إلى مفرغة عمومية، نظرا للكم الهائل المتراكم من النفايات المنتشرة على الأرصفة والمكدس أمام مداخل العمارات. وأضاف سكان الحي أن بعض المواطنين لا يحترمون مواقيت وأماكن الرمي ويتخلصون من النفايات بطريقة عشوائية، في حين اعتبر آخرون أن سبب تدهور الوضع بالحي يعود إلى عزوف عمال النظافة عن أداء عملهم، بحيث يزورون الحي مرة واحدة في الأسبوع، كما أكد آخر أن مجلس البلدية المنتخب لهذه العهدة الجديدة لم يقم بدوره كما ينبغي بالرغم من الشكاوى العديدة التي أودعها السكان، موضحين أن تجربة ردم النفايات لم تنفع وأنه لابد من إيجاد حل آخر لرفع القمامة وإعطاء الوجه الحقيقي لبلدية الكاليتوس.