الفنان خليفي أحمد من الوجوه الفنية الجزائرية، التي تركت اسما مرصعا بالذهب في الربيرتوار الفني الجزائري، اسمه الحقيقي أحمد عباس بن عيسى، ترعرع في بيئة محافظة ودرس القرآن الكريم على يد عدد من مشايخ منطقة سيدي خالد (مسقط رأسه)، وكان يهوى الفن منذ صغره فتعلم المدائح الدينية على يد خاله الحاج بن خليفة. بدأ خليفي أحمد مسيرته الفنية في سنّ العشرينات ضمن فرقة المدح للزاوية الرحمانية ببسكرة، حيث غنّى لكبار شعراء المنطقة أمثال عبد الله بن كريو من الأغواط، والشيخ سي بن يوسف من سيدي خالد الذي كان متخصصا في الشعر الصوفي والمدائح الدينية ومن بين القصائد التي أداها “سالوا سالوا” و«اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد”، كما غنّى للشاعر الشيخ السماتي “يا قمري”، ولابن قيطون رائعة “حيزية” التي كانت أولى أغانيه في الإذاعة الوطنية. في عام 1947 كلفه المدير الفني لإذاعة الجزائر، سفير بودالي، بمهمة قيادة الفرقة الموسيقية البدوية وفي عام 1949 أسس نمطا جديدا للأغنية الصحراوية “آي ياي” فأصبح بمرور السنين السيد دون منازع لهذا الطابع. غنىّ المطرب الراحل للثورة التحريرية، وكان أخوه الأكبر عازفا على آلة القانون في الإذاعة الجزائرية وينتمي إلى فرقة جبهة التحرير الوطني. يعتبر من أبرز المطربين الجزائريين الذين ذاع صيتهم في الجزائر والبلدان العربية، حافظ بصوته البدوي الأصيل على الأغنية الصحراوية وتفنن في مختلف طبوعها. اعتمد في أغانيه على قصائد شعبية تتميز بالحكمة وتعبر عن الحب بين الرجل والمرأة وحب الوطن وأيضا الأغاني القصصية مثل “حيزية”. تحصل على الميدالية الذهبية بدمشق، في مهرجان الأغنية العربية عن أغنيته “كلمني ونكلمك بالتليفون” من كلمات الفنان رابح درياسة، كما حاز على جوائز مماثلة في مهرجانات في تونس والمغرب، حيث تم تكريمه من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، وتم تكريمه في الجزائر عدة مرات عرفانا بما قدمه للساحة الفنية، توفي اثر مرض عضال عن عمر ناهز 91 عاما، ليرحل صاحب الحنجرة الذهبية تاركا وراءه إرثا فنيا.