دعا وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار، السيد عمارة بن يونس، المؤسسات الصناعية إلى زيارة صالون الابتكار الذي فتح أبوابه أمس، وذلك للتعرف عن قرب على الابتكارات المعروضة والنظر في إمكانية تبنيها، معترفا بان أهم مشكل يواجه الابتكار بالجزائر هو صعوبة التمويل الذي يعيق التجسيد الصناعي لهذه الاختراعات. وأكد الوزير عقب زيارته للصالون الذي ضم 40 مبتكرا و16 شركة مبدعة، أن تنظيمه يهدف إلى تشجيع المبتكرين وتكريم أحسن الأعمال. لكنه اعتبر أنه من الأهمية بمكان لجوء هؤلاء إلى الصناعيين والبحث عن شركاء، سعيا إلى تحقيق مشروعهم والانتقال من مرحلة ”النموذج” إلى مرحلة التصنيع. وبخصوص التحفيزات المقدمة من طرف الدولة، أشار بن يونس إلى أن دور الدولة هو مرافقة المبتكرين ومساعدتهم في تجسيد النماذج المصغرة لابتكاراتهم، وكذا توفير فضاء للقاء مع المؤسسات والصناعيين. ”والمطلوب من المبتكرين البحث عن شركاء”، موضحا أن الأمر يتعلق بمفاوضات وباقتناع الصناعي بجدوى الابتكار ومردوديته الاقتصادية بالخصوص. وهو ما ألح عليه خلال زيارته لأجنحة العرض، حيث اطلع الوزير على ابتكارات في قطاعات متنوعة منها البيئة والطاقة والميكانيك والصناعات الغذائية والرياضة...إلخ، حيث أظهرت القدرات الكثيرة الموجودة لدى الشباب بالخصوص، ولدى الكبار كذلك الذين أبهر بعضهم الحاضرين بابتكاراتهم، وهو مايؤكد أن الاختراع لاعمر له. من هؤلاء، السيد علي لعويني، من الوادي، الذي أدهش الجميع باختراعه لالشيء إلا لأنه حول الكهرباء من ”عدو إلى صديق” للانسان كما يقول. والفضل يعود إلى ابتكاره لجهاز مانع للصعقة الكهربائية وانفجارات الغاز الذي بفضله استطاع القضاء على الشرارة الكهربائية التي تتسبب في الحوادث لاسيما المنزلية. إذ تمكن من الفصل بين الكهرباء الضارة والكهرباء النافعة، وهو مايوفر الأمان في البيوت سواء عند لمس مداخل ومخارج الكهرباء أو في حال وجود أي تماس بين الأجهزة الكهربائية والماء وحتى عند استخدام الكهرباء وجود تسرب للغاز. من جانبه، عرض المبتكر الجزائري الغني عن التعريف، لوط بوناطيرو، بعض نماذج الابتكارات الأخيرة التي يشرف عليها مجمع البراق للاستثمار في الابداع الذي يرأسه، منها نظام إنذار مبكر ضد حرائق الغابات. وأوضح في تصريح ل«المساء” أن مايشاع عن قيام أشخاص بإشعال النيران في الغابات برمي سجائر أو أعواد كبريت ”غير صحيح في كثير من الحالات”، موضحا أنه توصل علميا إلى حقيقة مفادها أن السبب هو الصواعق التي تحدث كذلك في الصيف عكس مايعتقده البعض. ويتضمن الابتكار الذي عرضه وضع أعمدة ضد الصاعقة في كل كيلومتر داخل الغابة مزودة بحامل حراري وحامل للتموقع ”جي بي أس”. ففي حال سقطت الصاعقة على العمود يتم تجنب الحريق وفي حال العكس فإنه يمكن بسهولة بفضل جهاز التموقع معرفة مكان الحريق بدقة. وحسب محدثنا، فإن هذا النظام يسمح بتقليص الاحتباس الحراري بنسبة 20 بالمائة. كما عرض نظاما جديدا لاستخراج المياه الجوفية وكذا مشروع ”البنيان المرصوص” الذي يتضمن بناءات تحترم البيئة من جهة ومقاومة لكل أنواع الكوارث من جهة أخرى بتقنيات وأساليب بناء جديدة تعتمد خصوصا على ”الأسوار المزدوجة”. وبخصوص مشكل التمويل، أشار بوناطيرو إلى أنه فعلا يطرح بشدة، وأن إنشاء مجمع البراق يهدف إلى توفير همزة وصل بين المبتكرين والصناعيين، وذلك بالاعتماد على مساعدة الدولة والخواص كما يساعد المبتكرين بدراسة مشاريعهم والنظر في كيفية تجسيدها. لكنه اعترف بأن المهمة الحقيقية للباحث هي البحث العلمي وليس إدارة المشاريع. وفي مجال آخر، تمكن المبتكر عبد الرحيم بورويس، من جامعة أبوبكر بلقايد بتلمسان، من اختراع قميص رياضي ”ذكي” يمكنه تسجيل كل المعلومات الصحية للاعب ويرسلها إلى لوحة رقمية بها برنامج خاص يسمح للمدرب بالاطلاع على حالة اللاعب لاسيما نبضه وضغطه... وخلال عرض الاختراع على الوزير أشار إلى أن شركات ملابس رياضية كبرى تعمل حاليا على تجسيد مثل هذا المشروع، معبرا عن أمله في أن يجد الدعم لتصنيع ابتكاره وتطويره، لاسيما وأنه تحصل على عدة ميداليات في معارض خارجية آخرها كان صالون الابتكار بالكويت. كما عرض قبعة بها جهاز لتحليل إشارات المخ خاصة بالسائقين يمكنها أن تحذر السائق في حالة استسلامه للنوم، وأكثر من ذلك التخفيف من سرعة المركبة إذا تجاوزت 140 كلم في الساعة. ابتكارات أخرى لايمكن حصرها كانت حاضرة في الصالون مثل نظام إدخال التوقيع على المباشر المستخدم خصوصا في الوثائق البيومترية، سخان مائي شمسي، نظام لمنع انزلاق السيارات، جهاز التحكم عن بعد قابل للشحن، أجهزة إنذار ضد سرقة السيارات، جهاز إنذار ضد السطو على الممتلكات يعمل عن طريق الاتصال برقم الشخص المعني مباشرة، أنظمة لرسكلة النفايات... إلخ للإشارة، فإن صالون الابتكار الذي نظم هذه السنة تحت شعار ”الابتكار محرك التنافسية” يمتد من 08 إلى 10 ديسمبر الجاري، وفضلا عن المبتكرين، تشارك فيه الوكالات والتنظيمات الداعمة للمؤسسة والبحث. وسيشهد الاختتام تسليم الجائزة الوطنية لأحسن اختراع للطبعة السابعة عشرة وكذا تسليم الجائزة الوطنية للابتكار لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في طبعتها الخامسة.