كشف السيد عبد الرحمان برقي رئيس جمعية أولاد الحومة والحكم الجزائري الدولي السابق، عن نيّته تأسيس جمعية لمحاربة الرشوة والتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم بالبطولة الوطنية، بعدما أصبح الوضع يُنذر بأمور خطيرة، حيث دعا المتحدث المسؤولين للتدخل ووضع حد لمثل هذه الظواهر التي باتت تنخر الرياضة الجزائرية، والتي أصبح أبطالها غرباء عنها بتواطؤ من أهل القطاع. وأكد السيد برقي خلال الندوة الصحفية التي نشّطها صباح أمس بدار الثقافة حكيم تعاكوشت بقسنطينة، أن الكرة الجزائرية مريضة، وأن الصمت الرهيب من المسؤولين في المكتب الفيدرالي، زاد الطين بلة، حيث تعجّب من عدم أخذ العديد من الاتهامات الصريحة من طرف فاعلين في ميدان كرة القدم من رؤساء أندية أو مدربين، بوجود تلاعب في نتائج مباريات كرة القدم، محمل الجد، معتبرا أن هذا الأمر يُعد تواطؤا بشكل أو بآخر. وقال السيد برقي صاحب ال34 سنة في مجال التحكيم عبر ملاعب القطر الوطني وحتى الدولي، إنه من باب الدفاع عن مبادئ التحكيم الجزائري وكواحد من أبناء البدلة السوداء، يرفض رفضا تاما مثل هذه الأمور التي تفاقمت إلى درجة تستدعي التدخل المباشر، مضيفا أنه لا يرغب في تقلّد أي مسؤولية، وأن جمعيته الجديدة ستضم مختلف شرائح المجتمع، وستعمل بالتنسيق مع كل الأطراف، بما فيها مديرية الأمن وحتى الأنتربول، التي تصف التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم ورشوة الحكام من طرف مافيا الملاعب، بالمنظمات الإجرامية التي يجب محاربتها. ووصف السيد برقي حال كرة القدم الجزائرية وبالتحديد البطولة الوطنية، بالمريضة، التي نخرها سرطان الرشوة، معتبرا أن هناك أطرافا أصبحت معروفة، تتصرف بكل حرية وتفتح لها الأبواب أينما حلت، ليضيف أن حتى الحكام النزهاء أصبحوا تحت ضغط كبير ورهائن حسابات ومصالح ضيّقة. وحسب السيد برقي فإن الرشوة لم تعد تقتصر على الرابطة الأولى أو الثانية فقط، وإنما امتدت حتى إلى الدرجات الدنيا والفرق الصغيرة، مضيفا أنه وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع أن تتوقف البطولة قبل نهايتها، خاصة إذا بقيت الأمور على حالها بسبب تحكّم عصبة من الناس في التحكيم، الذي يُعد حلقة مهمة في تطوير الرياضة الجزائرية، ويحدد مصير العديد من النوادي، وهذا الأمر، يؤكد السيد برقي عبد الرحمان، يشجع لا محالة في انتشار العنف داخل الملاعب. وعن غياب الأدلة الصريحة في وجود قضية رشوة واتهامات بعض مسيّري الأندية للحكام بترتيب نتائج المباريات، حسب تعليل بعض المسؤولين في هيئة التحكيم التابع للمكتب الفيدرالي، يعتبر السيد برقي أنه لا يوجد دخان بلا نار، وأن مسؤولية لجنة التحكيم في الرابطة الوطنية لكرة القدم، هي التقصّي والتحقيق في مثل هذه الاتهامات.