في مكان ما..في زمن محدد تُعقد الصفقة وتُعلن تفاصيلها لاحقا على الملأ..هكذا وأمام الجميع تجد الجريمة لنفسها وجها بشعا تطل به أمام آلاف الشباب الذين أرهقهم الركض وراء حلم بسيط بسقف منزل يأويهم فتاهوا في مقاعد ملاعب كرة القدم يبحثون عن لحظات فرح؛ لكن حتى هذه اللحظات المهربة من ضغوطات الحياة تجد من يتربص بها ويختطفها من بين أيديهم وتضيع آخر فرصة حقيقية للمتعة. سرقة والتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم في الجزائر، «لعبة قذرة» أبطالها حكام ورؤساء أندية ولاعبون وسماسرة ونخاسين ورجال ظل يلبسون ربطات عنق نظيفة وأساليبهم في معظم الأحيان قذرة. «الأيام» تفتح ملف التلاعب والفساد في المنظومة الكروية في الجزائر وتطرح التساؤل؛ لماذا إذا كانت ظاهرة التلاعب بنتائج كرة القدم باتت مكشوفة للعلن لدرجة أن تُعرف نتائج مباراة معينة قبل أن تُجرى ولا تجد من ترف له عين أو يندى له جبين ؟، ولماذا إذا كانت كرة القدم الملاذ الأخير لأحلام الملايين من الشباب الجزائريين في الترويح عن أنفسهم من ضغوطات الحياة تسكت الجهات المعنية أو لا تتحرك – على الأقل – بما يكفي لردع لصوص الظلام؟..وقبل ذلك كله إلى أين تسير كرة القدم الجزائرية في ظل هذا الوضع المتعفن؟..وهل الحديث عن فشل الفريق الوطني له ما يبرره إذا كانت المنظومة بكاملها ينخرها سوس الفساد..؟
وفي حال عدم الاتفاق مثلا أو رفض هذا الرئيس بيع المباراة لسبب أو لآخر، يضيف الرئيس «عايدة»، بأنه سمع أن أطرافا تحتكم إلى اللاّعبين، ممن يعرضون ذممهم للبيع ولمن يدفع أكثر. وهنا أيضا يدخل الوسيط في اللّعبة، أو اللاّعبين أنفسهم الذين يتّصلون برفقائهم من الأندية المنافسة للاتفاق على ترتيب نتيجة المباراة دون علم مسؤولي الفريق الآخر؛ فتجد عناصر لا تعلم أن المباراة مرتّبة، تلعب بجدية، وعناصر أخرى قبضت الثمن مسبقا، تعمل على تكسير اللعب، وعدم تسجيل الأهداف أو تسهيل مهمة مهاجمي الفريق المشتري لتسجيل الأهداف. المال العام..رُصد للتكوين وضاع في البزنسة نظرا لكون الأندية والفرق الجزائرية تعتبر جمعيات رياضية يحق لها تلقي الدعم المالي من الدولة، فإن هذا الأمر يغني مباشرة بأن بيع وشراء المباريات يتم بالمال العام، دون حسيب أو رقيب. فالدولة تقدّم مساعدات مالية للجمعيات الرياضية من أجل التكفّل بالشبان وضمان تكوين صحيح للرياضيين وتجنيبهم الآفات الاجتماعية، فنجد رؤساء الأندية يتغنّون بهذه الأهداف النبيلة حتى يضمنوا الحصول على الدعم المالي، وتجدهم بعد ذلك يضربون أسوأ الأمثلة عن أخلاقيات اللعبة من خلال «البزنسة» وتبادل الاتهامات علنا. «الفاف» تعترف ضمنيا بالمشكلة.. والحل ليس غدا ومن الغرائب أن «الفاف»، برئاسة «محمد روراوة»، تعترف ضمنيا بأنّ الرشوة موجودة في كرة القدم الجزائرية. غير أنها بدت عاجزة على الضرب بيد من حديد، رغم اقتناعها بأن أغلب رؤساء الأندية، حتى لا نقول جميعهم، يتاجرون في المباريات، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم، حيث اكتفت «الفاف»، بمعاقبة عدد من الحكّام بشطب أسمائهم نهائيا من سلك التحكيم لأبسط الأخطاء، لكنها لم تقر عبر موقعها الإلكتروني بأن سبب ذلك شكوك في تعاطي الرشوة، لكنها تركت الانطباع، من خلال تلك القرارات المفاجئة، بأن سلك التحكيم مسّته العدوى، وبأن تهديد الحكّام من شأنه أن يقلّل من حجم الآفة. الفضائح كثيرة..والعدالة الملاذ الأخير بدا واضحا أن الشخص النزيه في بطولة جزائرية عرجاء، أضحى استثناء، فهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى، القاسم المشترك بينها، هو عدم فتح تحقيقات معمّقة من أجل تسليط العقاب اللاّزم على الراشي والمرتشي بشكل يطرح عدة تساؤلات حول موقف المسؤولين على كرة القدم في بلادنا تجاه هذه الآفة. وهو ما يفسر أن مطلب تدخل جهاز العدالة أصبح مطلب جميع الفاعلين في ميادين كرة القدم الجزائرية من أجل الحد من استفحال هذه الظاهرة .
محاولة رشوة 3 لاعبين من «بلعباس» من الأمثلة العديدة لتفشي ظاهرة الرشوة في كرة القدم الجزائرية ، ما حدث خلال الموسم الكروي الماضي خلال مباراة اتحاد بلعباس مع جمعية وهران، حيث اتهم وقتها «بغداد بن عيسى» رئيس « اتحاد بلعباس» الذي يلعب في القسم الوطني الثاني، مسؤولي فريق «جمعية وهران»، بمحاولة رشوة 3 من لاعبي الاتحاد قبل المباراة التي جمعت الفريقين والتي انتهت بالتعادل (1-1). ولم تمر اتهامات «بغداد» في ذلك الوقت مرور الكرام، بل أحدثت توترًا في الوسط الرياضي؛ ما دعا مسؤول في فريق «جمعية وهران» إلى نفي اتهامات رئيس اتحاد بلعباس، مؤكدًا أن «جمعية وهران» لم ولن تلطخ سمعتها عبر التورط في مثل هذه القضايا.وحسب ما ورد من تسريبات ملف القضية، فإن لاعبَي «اتحاد بلعباس» قاما مباشرةً بإخطار رئيس ناديهم «بغداد بن عيسى»، وسلَّماه المبلغ الذي تحصلوا عليه، والذي بدوره سارع إلى رفع دعوى قضائية ضد المتهم الأول وهو أحد المسؤولين في «لازمو». «محياوي» يتهم لاعبيه بترتيب المباراة اتهم «الطيب محياوي» رئيس «مولودية وهران»، بشكل صريح لاعبين من فريقه تواطؤوا مع فريق «مولودية الجزائر» لتسهيل مهمته في المباراة المتأخرة التي جرت بنهما خلال الموسم الحالي. وهدد بإنزال أقصى العقوبات في حق المتورطين.وفي المباراة التي جرت في وهران، تقدم «العميد» أولا في النتيجة قبل أن يعادل أصحاب الأرض في الربع الأخير من المباراة ، لكن ذلك لم يكن كافيا ليشفي غليل «الحمراوة» الذين اتهموا عددا من لاعبيهم ب"التواطؤ وترتيب النتيجة لمصلحة الضيوف". «مدوار» يفجر فضيحة محاولة «البوبية» شراء لاعبيه اهتزت الشلف خلال الموسم الماضي على وقع قضية خطيرة جدا فجّرها الحارس السابق في الفريق «لزرق بن فيسة» الذي اتهم بمحاولة تقديم رشوة لثلاثة من رفاقه لتسهيل مهمة فريق «مولودية باتنة» في المباراة التي جرت بينهما وانتهت لصالح الجمعية بثنائية. وكشفت مصادر مقربة أن الحارس المطرود من ناديه تقرب من ثلاث لاعبين عبر وسيط رفيع المستوى، واقترح عليه مبلغا كبيرا جدا من أجل فوز «البوبية» المهددة بالسقوط في ذلك الموسم. وأضافت ذات المصادر أن اللاعبين الثلاثة كشفوا القضية وبالتفصيل لرئيس النادي «عبد الكريم مدوار» الذي سارع لإحباطها مقدما صورة إيجابية على «جمعية الشلف» في النزاهة الكروية. كشف المدرب الحالي للعميد «نورالدين زكري» خلال اتصالنا به لمعرفة رأيه عما يحدث في المنظومة الكروية خاصة خلال المواسم الأخيرة ، خاصة ما أصبح يعرف بظاهرة البيع والشراء وترتيب المباريات ، فتح هذا الأخير النار ودون أي تردد على الجميع ، وقال بأنه من أكبر المدربين المتضررين من هذه الظاهرة أين أكد لنا أنه حرم من أول لقب بطولة في مشواره مع فريقه السابق «وفاق سطيف» لولا ما حدث في الكواليس ، وقال بأنه لو علم بذلك قبل حدوثه لكانت البطولة خلال ذلك الموسم من نصيبه ، ونفس السيناريو تكرر معه خلال الموسم الحالي بعدما عانى الكثير والكثير من سوء التحكيم والكواليس مع ناديه الحالي «مولودية الجزائر» أين خاض كل المباريات تحت ضغط رهيب بسبب شبح السقوط الذي كان يهدّد العميد ، وختم أن ظاهرة ترتيب المباريات أصبحت عادة مباحة في البطولة الجزائرية حتى أن نتيجة اللقاءات أصبحت تعرف قبل خوضها ويعرفها الصغير قبل الكبير، وكل هذه العوامل جعل مستوى بطولتنا دائما يتراجع إلى الوراء.