يعمل مركز التكوين المهني والتمهين "الطرق الأربعة" بالقبة، المتخصص في تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة، جاهدا على الإدماج المهني والاجتماعي لهذه الشريحة من خلال توفير الفضاء المناسب لتكوينها في تخصصات تتماشى مع رغباتها ومتطلبات سوق العمل، لتفتح لها أبواب الرزق، ويرى الخبراء أن للأسرة دور فعال في إكساب المعاق الثقة في النفس ليكون عمليا داخل مجتمعه. أصبح مركز تكوين المعاقين ملاذ ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه الفئة التي سماها البعض بذوي القدرات الكبيرة، والتي لا تزال تعاني من التهميش بسبب انعدام فرص العمل والشك في قدراتها، حيث استطاع مؤطرو ومدرسو هذا المركز إخراج الإمكانات الدفينة التي يتمتع بها المتربصون وإعطائهم فرصة البزوغ في عالم الإبداع والفن في مختلف التخصصات، على غرار التطريز، الخياطة، النجارة والإعلام الآلي.. وفي هذا الإطار، تقول و. وعيل مستشارة التوجيه داخل المؤسسة؛ إن هذا المركز بمثابة عالم مميز لإدماج شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل إكسابها حرفة، أو بالأحرى تنمية قدراتها الخفية وإعطائها فرصة الحصول على تكوين يوفر لها مصادر الرزق، حيث يعتبر المركز الوحيد في مجال تكوين هذه الشريحة على مستوى العاصمة، ويجمع الصم، البكم، المكفوفين وذوي الإعاقة الحركية، الأمر الذي جعله قبلة لهؤلاء من مختلف البلديات المجاورة، خاصة أنه يتكفل بمختلف الإعاقات الجسدية، والأمراض المزمنة، لاسيما السكري وضغط الدم.. ولتأهيل هذه الشريحة التي لا تزال تعاني من التهميش والسماح لها بالاندماج في الحياة المهنية، يفتح المركز المجال أمامها بغية التخصص في عدة مهن وحرف منها المعلوماتية، المحاسبة، السكرتارية، الإعلام الآلي "براي"، موزع الهاتف، النجارة المعمارية والفخار، بالإضافة إلى الطرز، الخياطة، نسيج الألبسة الصوفية وحلاقة السيدات.. حيث يتحصل المتربصون من المركز على شهادات مماثلة لتلك المتحصل عليها عبر مراكز التكوين المهني الأخرى. وأوضحت المستشارة أن المركز سجل حضوره في العديد من التظاهرات الوطنية من خلال المشاركة في الصالونات، أو في فعاليات عدة أولمبيادات، وتحصل خلالها على العديد من الميداليات والجوائز، بالإضافة إلى تنظيم أيام تحسيسية تناولت العديد من المواضيع بمشاركة الجمعيات المتعاقدة من المجتمع المدني، إضافة إلى نشاطات ترفيهية ورياضية بين نفس المركز ومراكز أخرى للترفيه، التسلية والتثقيف. وتضيف السيدة وعيل أن قدرات المتربصين تختلف باختلاف الإعاقة ويتحدد تخصص كل واحد وفق إمكانياته الجسدية والمعرفية، كما أشارت المستشارة إلى أن للعائلة دورا كبيرا في تحديد هوية الطفل المعاق، ففي حالة رفض العائلة إعاقته سوف يسبب له هذا الرفض الانطواء، وتعتريه أفكار سلبية حول قدراته وإمكانياته التي قد تكون مبهرة، إلا أنها خفية يعجز عن إدراكها ولا تتحقق إلا بالتشجيع والتحفيز والإيمان بمهاراته.