دافع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس، عن قرار حكومته بالتدخل عسكريا في جمهورية إفريقيا الوسطى، وقال إن البقاء مكتوفي الأيدي يعني بصورة تلقائية إحصاء عدد القتلى الذين يسقطون يوميا في هذا البلد والتفرج على كارثة إنسانية قادمة. وأضاف الرئيس الفرنسي لدى إشرافه على اجتماع لمجلس الوزراء أن اتخاذ قرار التدخل العسكري جاء على خلفية التجاوزات والمجازر المقترفة من طرف عناصر مليشيات مسلحة ضد المدنيين في هذا البلد وخاصة في العاصمة بانغي التي تعرف انفلاتا أمنيا منذ الإطاحة بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزي شهر مارس الماضي. وأكد أن الغاية من هذا التدخل تبقى إنقاذ أرواح السكان واستعادة الأمن في بلد لم تعد فيه لا دولة ولا إدارة ولا سلطة فعلية. ولم يحسم الرئيس فرانسوا هولاند في مدة بقاء قوات بلاده في هذا البلد واكتفى بالقول أن ذلك يبقى مرهونا بمدى قدرة القوات الإفريقية على الانتشار وتوليها مهمة حفظ الأمن بعد انتهاء عملية ”صانغاريس” العسكرية الفرنسية. في وقت أكد فيه وزيره للدفاع، جون إيف لودريان، أن العملية قد تمتد على مدى الستة أشهر القادمة. وعقد الرئيس هولاند اجتماعا لمجلس الوزراء الفرنسي مباشرة بعد عودته من زيارة خاطفة إلى بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى في طريق عودته من تأبينية الرئيس الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.وتزامنت هذه الزيارة مع مقتل أول جنديين فرنسيين، ليلة الأحد إلى الاثنين، في اشتباك مسلح مع مسلحين على مقربة من العاصمة بانغي. وواصلت عناصر القوة الفرنسية مهمة تجريد عناصر المجموعات المسلحة التي بسطت سيطرتها على أحياء وشوارع مدينة بانغي من أسلحتهم ضمن مهمة وصفها خبراء أمنيون بأنها عملية معقدة وخطيرة على حياة الجنود الفرنسيين الذين قد يسجلوا سقوط قتلى آخرين في صفوفهم. وبسطت التعزيزات العسكرية الفرنسية تواجدها في مختلف المحاور الرئيسية في هذه المدينة في محاولة للتحكم في كل حركة مشبوهة لعناصر المليشيات المسلحة من بقايا حركة ”سليكا” المتمردة الذين رفضوا وضع أسلحتهم. وفي محاولة لتسهيل مهمتها، فرضت القوات الفرنسية حظر تجوال في المدينة في نفس الوقت الذي قامت فيه طائرات مروحية بمراقبة كل حركة في المدينة بالإضافة إلى دوريات متحركة.وهو الانتشار الذي أعطى بعض الأمان للسكان الذين تمكنوا من الخروج من بيوتهم بينما جازف بعض أصحاب سيارات الأجرة بالسير في شوارع المدينة رغم الحركة المحدودة للسكان فيها.وكانت محلات تجارية يملكها مسلمون تعرضت طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء لعمليات نهب انتقاما من حركة سليكا التي تضم في صفوفها أغلبية مسلمة.