عاد التوتر مجددا إلى المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، التي شهدت أمس حالة استنفار قصوى بعد يوم واحد من مقتل جندي إسرائيلي، وفقدان جندي لبناني في عملية تبادل إطلاق النار بين الجانبين. وقال مصدر لبناني لم يكشف عن هويته أمس، إن جنديا لبنانيا ممن يتولون مهمة حراسة المنطقة الحدودية على الخط الأزرق، أطلق النار على دورية إسرائيلية عبرت الحدود اللبنانية عند بلدة رأس الناقورة مساء أول أمس، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الدورية، وهو رقيب في 31 من العمر في نفس الوقت الذي اختفى فيه جندي لبناني لم يعرف مصيره. وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون الحكومة والجيش اللبناني، مسؤولية ما وقع عندما أكد أن "جنديا لبنانيا أطلق النار على جنودنا". وبلهجة حادة، ألح المسؤول العسكري الإسرائيلي على ضرورة أن يقدّم الجيش اللبناني تفسيرات حول ما حدث، وإذا ما كان الجندي اللبناني تصرف بمفرده، وفي حال حدوث ذلك ألح على ضرورة أن يعمل الجيش اللبناني على عدم تكرار ذلك. وتناسى الوزير الإسرائيلي عدد المرات التي انتهكت فيها قواته الأراضي والأجواء اللبنانية دون أن تجد من يصدها. ولكن الجيش اللبناني أكد أن القوة اللبنانية المتواجدة بأقرب نقطة من منطقة الخط الأزرق، لم تغادر موقعها. ونفّذ الجيش اللبناني استنفارا في منطقة الاشتباك، قابله استنفار عسكري إسرائيلي مع تحليق طائرة استطلاع على علو منخفض فوق منطقة رأس الناقورة دامت لأكثر من ساعتين. ولم يتوقف الرد الإسرائيلي عند هذا الحد، بل أقدمت قواته على إطلاق النار على لبنانيين اثنين بنفس المنطقة الحدودية، قالت إنها اشتبهت فيهما دون أن تحدد إن كانا قد أصيبا أم لا. وفي محاولة للتخفيف من حدة التوتر، طالبت القوة الأممية المنتشرة في جنوبلبنان "اليونيفيل"، الجانبين الإسرائيلي واللبناني بضبط النفس بعد أن وصفت ما وقع في منطقة راس الناقورة الحدودية، ب "الحادثة الخطيرة". وقال أندريا تانتي المتحدث باسم القوة الأممية: "نحن نحاول تحديد وقائع ما حدث، ولاتزال الحالة مستمرة"، مشيرا إلى أن "القائد العام لليونيفيل الجنرال باولو سييرا سيقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحثهما على ضبط النفس". وأضاف: "وفقا للمعلومات المعطاة لنا، فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق. وإن الأطراف يتجاوبون مع اليونيفيل". وفي هذا السياق، من المقرر أن يعقد ضباط من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، اجتماعا مع مسؤولي القوة الأممية المنتشرة في جنوبلبنان "اليونيفيل"، المكلفة بتأمين منطقة الخط الأزرق الحدودية بين الجانبين. من جهته، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، اتصالا بممثل الأمين العام للأمم المتحدةللبنان ديريرك بلامبلي، الذي أطلعه على المعلومات المتوافرة عن حادثة إطلاق النار، داعيا إلى استكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات ما جرى.