أكد المدير المسير لسوق الجملة الجديد السيد الطاهر بلعربي، ببلدية الكرمة ل “المساء “ أن ظروف العمل الحالية وخاصة المستقبلية تفرض على الإدارة الحالية التفكير في وضع برنامج عمل قصد توسيع السوق وفتح مجالات العمل إلى مجالات أخرى وعدم الاكتفاء باستقبال الخضر والفواكه وإعادة بيعها. وقد تم بداية الأسبوع الماضي فتح أبواب السوق التي تم إنجازها خلال العام الماضي، من خلال مناقصة وطنية ودولية إلى ما هو أكبر وأهم، مما يفسر قبول اقتراح توسيع نشاط السوق، إثر اجتماع مجلس الإدارة برئاسة الأمين العام لولاية وهران، السيد عبد الغني فيلالي، الذي أكد من جهته العمل على التحضير لدفتر أعباء مناسب لوضعية السوق المستقبلية، مؤكدا أن الملف تم ضبطه نهائيا من طرف اللجنة المختصة التي كلفت مكتب دراسات إسباني بالشروع في عمليات التحضير لإنجاز بقية الفضاءات المخصصة للتوسعة، منها غرف للتبريد بسعة لا تقل عن 150 مترا مربعا وهي في حدود 12 غرفة وأخرى للتخزين تعادل 15 غرفة لا تقل مساحتها عن 270 مترا مربعاً، وهذا كله بهدف رفع إمكانيات السوق التي تسعى إلى توفير المناخ المناسب والضروري للتصدير خاصة وأن الإمكانيات الحالية لغرف التبريد والتخزين تعادل 12 ألف متر مكعب. من جهة أخرى، قال السيد بلعربي الطاهر، أن أشغال التهيئة الجانبية للسوق الحالية والمخصصة لبيع مختلف أنواع الحيوانات ومنها المواشي قد أشرفت على الانتهاء، علماً بأن المساحة المهيأة بإمكانها استقبال ما لا يقل عن 7000 رأس من الغنم والبقر وما شابه ذلك، علما أنه يوجد إلى جانب هذا المرفق فضاء آخر على الهواء الطلق مخصص لنفس الغرض، كما تم تخصيص فضاء واسع لمصلحة البيطرة بهدف مراقبة سلامة الماشية التي تدخل السوق. من جهة أخرى وفي مجال التنوع البيئي المهم الذي تعرفه المنطقة يجري العمل على توفير المناخ المناسب لتهيئة الظروف المواتية للتصدير انطلاقا من غرف التبريد والتخزين الموجودة بالسوق باتجاه البواخر الراسية بالميناء، ليتم بذلك تجسيد فكرة الشروع في الاعتماد على الفلاحة كعامل من عوامل النمو الاقتصادي والتجاري بعيدا عن المحروقات التي تبقى إلى حد الآن العمود الفقري في الصادرات الجزائرية باتجاه الأسواق العالمية الكبرى. وفي هذا الإطار لا بد من التذكير بالعديد من الدول الأوروبية التي تعمل بل تسعى إلى استيراد المنتجات الزراعية الجزائرية وتحضير المناخ لذلك منها إسبانيا، فرنسا، إيطاليا والبرتغال وغيرها من البلدان الأوروبية الأخرى التي تربطها علاقات شراكة مع الجزائر خاصة بعد العديد من الزيارات الميدانية التي قام بها الكثير من المسؤولين الأوروبيين إلى سوق الكرمة وشاهدوا ميدانيا كيفية القيام بالتعليب والتحضير لمختلف عمليات التصدير وهو ما زاد من الثقة ما بين مختلف المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأجانب لتطوير حجم المبادلات ما بين مختلف الأطراف بما يخدم المصالح المشتركة.