تساهم سوق الجملة للخضر والفواكه المتواجدة ببلدية الكرمة والتي فتحت أبوابها منذ شهرين في تفعيل وانتعاش الحركة التجارية بالجهة الجنوبية لمدينة وهران غير بعيد عن الطريق السيار شرق- غرب. واستطاع هذا المرفق التجاري الذي تدب فيه الحركة مع الصباح الباكر تحقيق وفرة في الخضر والفواكه بوهران التي قدرت كميتها بأكثر من 26 ألف طن خلال الشهرين المنصرمين منها أزيد من 6 آلاف طن في شهر رمضان المبارك وبأسعار معقولة، حسب ما أوضحه مدير المؤسسة العمومية لتسيير سوق الجملة للخضر والفواكه وسوق المواشي وسوق السيارات. وذكر السيد الطاهر بلعربي ل«وأج» أن هذه السوق أضحت قبلة تجار الجملة القادمين من 30 ولاية لتموينها بمختلف أنواع الخضر والفواكه المحلية والمستوردة، على الرغم من حداثة المرفق الذي يتوفر على 216 محلا دخل منها 196 حيز النشاط. ومما يحفز على القدوم إلى هذه السوق الجديدة التنظيم المحكم وتوفير كل وسائل العمل والأمن، حيث استقبل أكثر من 68 ألف مركبة من مختلف ولايات الوطن منها أزيد من 10 آلاف ذات الوزن الثقيل توجهت مباشرة إلى السوق مجتنبة محاور طرقات المدينة ولم تسبب أي اختناقات في حركة المرور عكس سوق الجملة القديم الذي لا يبعد كثيرا عن وسط مدينة وهران. وعلى الرغم من بعد هذه السوق عن المدينة، إلا أنها تعرف إقبالا من قبل المواطنين الذين يقصدونها يوميا لاقتناء ما يحتاجونه من خضر بكميات كبيرة نظرا للأسعار المغرية التي يقدمها تجار الجملة وكذا توفير 270 وسيلة نقل، حسب ما أشار إليه السيد بلعربي مؤكدا أن «غاية المؤسسة ترتكز على ضمان الخضر والفواكه لسكان جميع بلديات ولاية وهران». كما ينشط بالسوق 500 حمالا قادمين من مختلف جهات الولاية وحتى من خارجها، حيث يقصدون هذا المرفق مع الصباح الباكر للبحث عن عمل أومساعدة التجار في وضع بضاعتهم داخل المربعات أوتصفيفها في الشاحنات. ويوفر بعض الخواص لهؤلاء الحمالة -الذين كانوا يخشون من فقدان مصدر رزقهم نظرا لبعد هذا السوق عربات -بسعر يقدر ب 150 دج وأحسن من تلك التي كانت مستعملة في سوق الجملة القديم. مشاريع في الأفق لتطوير السوق ومسايرة التقدم الحاصل في أسواق الجملة وقصد إعطاء أكثر شفافية في مجال إشهار أسعار الخضر والفواكه، فإنه سيشرع قريبا في وضع لوحة الكترونية كبيرة عند مدخل السوق تتضمن عرض جميع أسعار الخضر والفواكه المحلية والمستوردة. وستمكن هذه الخدمة الوافدين من تجار تجزئة وفلاحين ومواطنين من الاطلاع وبصورة دقيقة على نوعية السلع وأسعارها المقترحة والتي تتغير كل ساعة حسب ما أشير إليه. ومن جهة أخرى منحت المؤسسة المسؤولة تسيير 5 غرف للتبريد عن طريق المزايدة من ضمن 20 غرفة متوفرة. وسيتم قريبا إعادة الإعلان عن مزايدة تخص بقية الغرف، إضافة إلى دخول كشك متعدد الخدمات حيز الخدمة. كما لقيت المؤسسة طلبا من بنك الفلاحة والتنمية الريفية لفتح وكالة بعين المكان. كما تتوفر هذه السوق على مرافق أخرى متمثلة في مطعم ومقهى ومركز للدرك الوطني. كما تعتزم المؤسسة استحداث وحدة لتغليف وتخزين وتصنيف الخضر والفواكه تحسبا لعمليات تصدير المنتجات الفلاحية والتي تتطلب هذا النوع من الخدمات التي ستزيد من تطور السوق ومن دخل المؤسسة. وسيعطي سوقا المواشي والسيارات اللذان يعرفان تقدما كبيرا في الأشغال ديناميكية جديدة لسوق الجملة للخضر والفواكه وللمنطقة الجنوبية للولاية، حيث ستكون هذه السوق كخلية النحل يتهافت عليها التجار من جميع ولايات الوطن.