جدد ريك ماشار، النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان، أمس، التأكيد على ضرورة إجراء مفاوضات ”ملائمة” قبل الموافقة على إبرام أي هدنة مع حكومة الرئيس سيلفا كير. وقال ماشار إن ”فريق المفاوضين الخاص بنا جاهز لكن أي وقف لإطلاق نار لابد أن يكون جادا ويتسم بالمصداقية ويخضع لرقابة ملائمة”. وكان رؤساء وقادة دول هيئة التنمية الحكومية في شرق إفريقيا ”إيغاد” التي تضم دول القرن الإفريقي وإفريقيا الشرقية منحوا، أول أمس، مهلة إلى غاية بعد غد الثلاثاء للطرفين المتصارعين في جنوب السودان من أجل التفاوض ووقف الاقتتال. وأعلنوا أن حكومة جنوب السودان وافقت على وقف فوري لإطلاق النار مع المقاتلين الموالين لماشار غير أن هذا الأخير رفض إلى غاية الآن الالتزام بذلك، حيث طالب بمراقبة أي اتفاق للهدنة وإطلاق سراح الموالين له. وتصاعدت الضغوط من حول الرئيس الجنوب سوداني سيلفا كير ومعارضه ريك ماشار من أجل الشروع في مفاوضات سلام تنهي دوامة العنف التي اندلعت في الأيام الأخيرة في هذا البلد الفتي وأدخلته في فوضى عارمة. وبالموازاة مع ذلك، شرعت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأخرى في اتصالات بين المتحاربين لحملهما على وقف الاقتتال وهددت بوقف مساعداتها العسكرية في حال استمرار المعارك. وكانت الصين التي تتوفر على مصالح هامة في المجال النفطي أعلنت هي الأخرى إرسال موفد عنها إلى جوبا في نفس الوقت الذي هدد فيه الأمين العام الاممي بان كي مون بمعاقبة المسؤولين عن موجة العنف في جنوب السودان وشرع في إرسال تعزيزات عسكرية إضافية من القبعات الزرق إلى هذا البلد حديث النشأة. وكانت منظمة الأممالمتحدة قررت في بداية اندلاع المعارك إرسال 6 آلاف جندي إضافي وتزويدهم بالوسائل الجوية من أجل ضمان حماية عشرات الآلاف النازحين الذين فروا من جحيم هذه المعارك إلى القواعد التابعة للقوات الأممية المنتشرة في هذا البلد. ويعيش جنوب السودان على وقع معارك ضارية منذ منتصف الشهر الجاري أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وسقوط مئات الجرحى وآلاف النازحين على خلفية محاولة انقلاب اتهم الرئيس سيلفا كير نائبه السابق ريك مشار بتدبيرها ضده في حين يتهمه الأخير بالسعي إلى إزاحة خصومه.