يواصل تردي الوضع في جنوب السودان مع استمرار المعارك والاقتتال العرقي الذي جاءا ليضيفا فصلا أخر الى الازمة السياسية في البلاد اثارة المخاوف الاقليمية والدولية من انزلاق الدولة الوليدة نحو المجهول في ازمتها التي خلفت حسب ارقام اممية حوالي ال500 قتيل فضلا عن نزوح الآلاف من منازلهم عقب اندلاع الاقتتال. وإزاء التدهور السريع للأزمة الأمنية والإنسانية في جنوب السودان والتي كان أحدث مشاهدها الهجوم المسلح على قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة فى ولاية جونقل والتي قتل خلالها 20 شخصا على الاقل تعالت الدعوات الدولية بضرورة احتكام الاطرف المتناحرة وتبنيها الحوار وضبط النفس كوسيلة للخروج من الازمة. — واشنطن ترسل مبعوثها الى جوبا لدعم جهود التهدئة — وغداة اعلان الرئيس الامريكي بارك اوباما عن ارسال قوات أمريكية الى جنوب السودان لحماية السفارة والرعايا الأمريكيين هناك اعلن جون كيري وزير الخارجية عن إرسال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث الى جوبا للسما دة في تهدئة الأوضاع . ودعا كيري بالمناسبة الى حماية المواطنين والسعي من أجل المصالحة كما جدد التزام الولاياتالمتحدة والشركاء الآخرين بتحقيق كامل قدرات جنوب السودان السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكنه حذر من أن هذه الجهود ستقوض إذ جرت الخلافات السياسية البلاد إلى النزاع والقتال. يشار الى ان بعثة وزارية من الهيئة الحكومية للتنمية /الإيجاد/ متواجدة بجنوب السودان لتقييم الوضع هناك . وتضم البعثة وزراء ومسؤولين كبار من إثيوبيا وجيبوتي وكينيا والصومال والسودان وأوغندا, إاضافة إلى مفوض الاتحاد الأفريقي لشؤون السلم والأمن. واعلن وزير الخارجية الاثيوبى تيدروس أدهانوم الذي يراس البعثة ان محادثات أجريت بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير والوفد الافريقي كلنت "مثمرا للغاية". وبخصوص تواجد قوات دولية او افريقية في بلاده نفى وزير الإعلام والبث بجنوب السودان مايكل مكوى وجود هذه القوات وقال أنه لا علاقة لأية دولة بالصراع الذي تشهده البلاد. وجاءت تصريحات وزير الإعلام في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة أن قوات أوغندية دخلت جنوب السودان بطلب من جوبا لمساعدة القوات الحكومية في إحلال الأمن في البلاد. —مخاوف دولية من تبعات الصراع الذي يزداد ضراوة — فحسب الأممالمتحدة خلفت أعمال العنف التي تشهدها جنوب السودان حوالي 500 قتيل فضلا عن نزوح الآلاف من منازلهم عقب اندلاع القتال بالعاصمة جوبا. وادان مجلس الأمن الدولي بشدة أعمال القتال والعنف ضد المدنيين والمنتمين إلى عرقيات ومجتمعات بعينها في جنوب السودان و التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات وتشريد عشرات الآلاف. وعبر المجلس في بيان صحفي تلاه رئيس المجلس للشهر الحالي السفير الفرنسي جيرار أرو عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأزمة الأمنية والإنسانية في البلاد داعيا الى العمل على حل الأزمة. من جهته ادان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الجمعة بشدة الهجوم الفتاك على قاعدة للأمم المتحدة يأوي مدنيين في جنوب السودان والذي أسفر عن مقتل 20 مدنيا على الاقل واثنين من قوات حفظ السلام يحملان الجنسية الهندية ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية. ومن العاصمة البريطانية لندا دعت منظمة العفو الدولية الفصائل المتحاربة في جنوب السودان إلى منع قواتها من شن المزيد من الهجمات على المدنيين ووقف انتشار العنف في البلاد. وقالت المنظمة إن هناك أدلة متزايد على أن القوات المسلحة والمدنيين من قبيلتي الدينكا والنوير تقوم بعمليات القتل التي تستهدف المدنيين على أساس خلفيتهم العرقية . واضافت أن الوضع الإنساني في جنوب السودان "أصبح مدعاة للقلق العميق وسيتفاقم إذا استمر العنف بعد أن صارت البلاد تعاني بالفعل في التعامل مع الأعداد يشار إلى أن رئيس جنوب السودان سيلفا كير أعلن الاثنين عن إحباط محاولة انقلاب بعد معارك كثيفة في العاصمة جوبا, قائلا "هناك محاولة انقلاب لكنها أحبطت ونحن نسيطر على الوضع ونلاحق من تورطوا في المحاولة الفاشلة".