غصّت قاعة “الموقار”، سهرة أوّل أمس، بجمهور غفير من محبي الأغنية السطايفية، إذ أقام الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حفل تكريم لمجموعة من كبار هذا الطابع الغنائي والموسيقي الضاربة جذوره في صلب التراث المحلي الأصيل لمنطقة الهضاب العليا للجزائر. أشرفت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، على الحفل، بحضور والي العاصمة، عبد القادر زوخ، حيث قامت بتوزيع دروع التكريم وهدايا على عدد من الفنانين، يعدون أيقونات الأغنية السطايفية، إذ اشتمل التكريم على كلّ من عميدة الأغنية الصراوية -التي تتميّز بها منطقة سطيف والهضاب العليا- فطيمة حشايشي والمطربة المعروفة “الغالية”، إلى جانب كل من بكاكشي الخير، سمير السطايفي، إبراهيم بوراس، عبد الغاني تشير، بلخير زبير، عمار السطايفي، مصطفى علال وصالح العلمي، وخلال استلام دروع التكريم، أعرب معظم الفنانين المشرّفين عن سعادتهم الكبيرة لهذه المبادرة الملفتة، والتي تستحق كل الثناء والتشجيع. وعلى هامش الحفل، أعربت عميدة الأغنية السطايفية فطيمة حشايشي عن سعادتها الكبيرة به لاسيما وأنّها لم تحظ بتكريم مماثل منذ زمن بعيد، وهو الإحساس الذي عبر عنه سمير السطايفي الذي اغتنم الفرصة للتعبير عن فرحته والالتفاتة الأولى الخاصة والخالصة الموجّهة للأغنية السطايفية. بدأ الحفل بعرض أصوات صراوية أصيلة صدحت من قلب جبال بابور إلى مسامع الحضور المكثّف بقاعة “الموقار”، أطربت مسامعهم وأبهجت أبصارهم واستمتعوا بفرجة شيّقة عبر لوحات تمثيلية غنائية راقصة قدّمتها فرقة فولكلورية من سطيف، عبّرت عن الكفاح إبان الثورة التحريرية ترجمت أهمية هذا الطابع الفني في حفظ الذاكرة التاريخية للوطن. ويعتبر غناء الصراوي الذي يتذوقه سكان منطقة الهضاب العليا مزيجا من الأغاني التراثية التي كانت تتناقلها الأسر الجزائرية أبا عن جد في أفراح الزفاف وختان الأطفال وخلال حملات الحصاد والدرس والأعياد الدينية وغيرها من المناسبات. واختار المنظّمون أن يضمّ الحفل الجيلين، فبعد عرض جوانب من التراث الصراوي بثوب فولكلوري، تبعه تقديم كوكبة من الفنانين لأداء مجموعة من الأغاني العصرية التي صنعت مجد الأغنية السطايفية وشهرتها، وأحياها كل من سمير السطايفي الذي غنى “العزابة السطايفية” وأدى خريج ألحان وشباب عماد باشا أغنية “لميمة”، وأما تشير عبد الغاني فقد غنى عن العلامة المميزة لمدينة عين الفوارة “يا سيدي الخير” التي ألهبت جوارح الجمهور ورقص وصفق له. يذكر أنّ حفل التكريم الذي أشرف عليه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في إطار سلسلة التكريم التي تنظمها وزارة الثقافة على شرف أعمدة الموسيقى والأغنية الجزائرية.