لم تسلم بلدية الحراش من فوضى الطوابير اللا منتهية وغياب التنظيم بمصلحة الحالة المدنية، حيث يلاحظ الزائر للمصلحة حجم المتاعب التي يواجهها المواطنون في استخراج شهادات الميلاد الأصلية رقم 12 والمصادقة على مختلف الوثائق الإدارية وذلك بالنظر إلى المقر الضيق والكثافة السكانية التي تفرض توفير ملحقات أخرى لتحسين الخدمة العمومية، وهو ما تعتزم مصالح بلدية الحراش استدراكه حسب مسؤول محلي. وقد اعترف النائب الأول ببلدية الحراش السيد بوقاق ل"المساء" بالنقص الحاصل في تقديم خدمات لائقة، مشيراً إلى أن السلطات تعمل على فتح مختلف الملحقات الإدارية بغرض استخراج الوثائق الأصلية، حيث أن مصلحة الحالة المدنية الوحيدة بالبلدية لا تفي بالغرض، نظرا للكثافة السكانية الكبيرة، حيث سيتم تجسيد أول ملحقة بحي بومعطي. وأضاف نفس المتحدث أن المجلس الشعبي البلدي وضع برنامجا طموحا لتجسيد العديد من المشاريع المحلية بأحياء البلدية، لكن مشكل العقار يقف حاجزا أمام تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع منها الملحقات الإدارية، مشيرا إلى أن مصالحه تعمل على بناء مقر جديد للبلدية، حيث تم اختيار الأرضية، في انتظار موافقة الوالي المنتدب للحراش، مطالبا السلطات الوصية برفع حجم الميزانية المخصصة لبلدية الحراش التي تقدر ب 70 مليار سنتيم، كونها غير كافية لتجسيد كل المشاريع محل انشغال المواطنين، لاسيما وأن بلدية الحراش تشهد كثافة سكانية كبيرة مقارنة بالبلديات الأخرى. وقد لاحظنا خلال زيارتنا لقاعات الأرشيف بالمصلحة، وكذا شهادة الميلاد الأصلية والمصادقة على الوثائق الأصلية أن المواطنين يقضون وقتا طويلا من أجل استخراج وثائقهم، كما أن أعوان الاستقبال لا يقومون بواجبهم بمساعدة المواطن وتوجيههظ إلى المصلحة التي يريدها، الأمر الذي زاد من الفوضى داخل المقر. وأكد لنا بعض المواطنين أن مقر مصلحة الحالة المدنية بالبلدية لم يعد يستوعب العدد الهائل للمتوافدين من مختلف أنحاء البلدية، الأمر الذي يصعب من مهمة استخراج الوثائق التي تخص المواطنين، كما اشتكى أحد المواطنين عدم مراعاة المسؤولين ظروف المواطنين الذين يقطنون بعيدا عن بلدية الحراش، ويقطعون مسافات طويلة للظفر بالوثائق المطلوبة، حيث تواجههم مشاكل في مختلف المصالح. وأمام هذه الوضعية، يطالب هؤلاء بإنجاز ملحقات إدارية لاستخراج الوثائق والتخفيف من متاعب المواطنين، علما أن بلدية الحراش تعتبر من أكبر البلديات الواقعة على مستوى العاصمة وتتميز بكثافة سكانية معتبرة، لاسيما بعد التوسع العمراني الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي فمصلحة واحدة لا تكفي لخدمة مصالح سكانها.