أنهت تشكيلة مولودية وهران أمس، تربصها الشتوي الذي أقامته لمدة أسبوع كامل بفندق ”الميرديان”، وختمته بلقاء ودي تحضيري ثالث لعبته بملعب العقيد لطفي بتلمسان ضد الوداد المحلي، كان بمثابة العودة لمباراة أولى بين الفريقين جرت يوم الأربعاء الماضي بملعب أحمد زبانة وفازت فيها المولودية بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد. وكانت التشكيلة الوهرانية قد تبارت وديا أول أمس أمام فريق مولودية سعيدة الممارس بالرابطة الاحترافية الثانية بمركّب عمر أوسياف بمدينة عين تموشنت، وانتهى هذا التباري الذي عرف اندفاعا بدنيا كبيرا بنتيجة هدف لمثله، من توقيع الوهراني كوريبة برأسية محكمة في الدقيقة ال43، وعدّل السعيديون الكفة في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الثانية بواسطة باعوش. وكما كان متوقَّعا، اعتمد المدرب جمال بن شاذلي على نفس التعداد الذي لعب اللقاء الودي التحضيري الأول أمام وداد تلمسان. وبالمقابل، أعفى خمسة لاعبين بين مصاب وناقص منافسة كبورزامة، بوتربيات، الحارس دحمان، سعيدي وهشام شريف، قال التقني الوهراني إنه لم يشأ المغامرة بهم وترك لهم الوقت الكافي لكسب الجاهزية والتعافي من إصاباتهم. كما مدّد وقت المعاينة للحارس حوحة في وقت غاب المغترب الثاني إيدير مقران رغم ميل الطاقم الفني للتوقيع لحوحة، كحارس ثالث للمولودية الوهرانية. وقد أبدى بن شاذلي ارتياحه لأداء لاعبيه في هذا اللقاء، وللمجهودات التي يبذلونها في هذا التربص حتى يكونوا مستعدين ليوم ال18 من شهر جانفي الجاري، تاريخ انطلاق مرحلة العودة من البطولة الاحترافية الأولى، والمباراة الأولى فيها ضد أولمبي الشلف بملعب هذا الأخير. وقد حرص الطاقم الفني الوهراني على الخروج غانما من هذا التربص، يكون انعكاسا إيجابيا على أشباله في المستقبل رغم شائبة المستحقات المالية، التي أثرت في تركيز رفقاء المهاجم بن يطو؛ إذ ظلوا على أعصابهم طيلة أيام هذا التربص.وقد بذل المدرب بن شاذلي مجهودا كبيرا حتى ينفّذ برنامج العمل الذي أعدّه للاعبيه بحذافيره، وإقناع هؤلاء بالاستمرار فيه كلما رفعوا الصوت بالإضراب، وكتقييم لهذا التربص إلى حد يوم الخميس الماضي، قال بن شاذلي: ”أنا راض عما أُنجز في هذا التربص لحد الآن رغم بعض التأثر النفسي الذي سببته المستحقات المالية للاعبين، الذين كنت مساندا لمطالبهم في المضمون، لكن في نفس الوقت كنت رافضا لأي إضراب أو مقاطعة للتدريبات؛ لأننا مقبلون على مرحلة عودة صعبة للغاية، خاصة في جولاتها الأولى التي تتطلب استعدادا جيدا، ولم تكن تهمني نتائج المباريات الودية بقدر ما حرصت على تصحيح أخطاء التشكيلة والوقوف على جاهزيتها. وعلى العموم، كان أشبالي متفهمين الوضع، وأشكرهم على المجهودات التي بذلوها طيلة أيام هذا التربص”. وخشية انفجار الوضع داخل البيت الحمراوي بعد مماطلته في تسديد مستحقات اللاعبين خلال موعدين ضربهما لهم لتنفيذ وعوده تجاههم، سارع رئيس مجلس الإدارة يوسف جباري، إلى احتواء غضب زملاء القائد براجة الصديق؛ بمنحه إياهم صكوكا بنكية تمثل القيم المالية التي اتفق بشأنها معهم. وقد تكفّل المناجير العام حدو مولاي بتسليمها لهم فور عودتهم من مدينة عين تموشنت، علما أن جل اللاعبين وافقوا على تلقّي جزء فقط من مستحقاتهم، فالقدامى، وعددهم عشرة، قبضوا أجرتين من أصل ستة أجور، والجدد تلقّوا أجرة واحدة فقط؛ لأن معظمهم كانوا قد تلقّوا بعد إمضائهم لعقد الانضمام إلى المولودية الوهرانية الصائفة الماضية، ما بين ثلاثة إلى أربعة أجور، وهو ما سيريح أعصاب ”الحمراوة” مؤقتا، وسيجعلهم يركّزون على ما هو آتٍ كرويا، لكن هذا الآتي قد يحمل احتجاجات أخرى؛ لأن المشكل لم يُحل نهائيا، والثقة بين الإدارة واللاعبين اهتزت كثيرا إن لم نقل فُقدت، وهذا تصريح أكثر من لاعب وهراني ل ”المساء”.