تعيش بلدية المحمدية، على وقع خلافات حادة بين المنتخبين المحليين، الذين باتوا في صراع مع رئيس البلدية، مشيرين إلى أنه ينفرد باتخاذ القرارات في تسيير شؤون البلدية، مطالبين والي الولاية التدخل العاجل لحل النزاع القائم بين المنتخبين ورئيس البلدية، فيما يرد ”المير” أن كل ما قيل غير مبرر ويؤكد أن أبواب الحوار مفتوحة. وأكد البيان الذي أعده 16 منتخبا ببلدية المحمدية أن رئيس البلدية أقصى كل المنتخبين من عملية التسيير المحلي، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المنتخبين، وقيدهم عن تجسيد برامجهم التنموية، منذ تنصيب ”المير” على رأس البلدية، مؤكدين أنه منح النائب المكلف بالشؤون الاجتماعية والنائب المكلف بالبيئة والصحة كل الصلاحيات لتسيير البلدية، مع إقصاء باقي المنتخبين الآخرين من المشاركة في تسيير أمور البلدية، إلى جانب منعهم من الاطلاع على القرارات الصادرة عن البلدية. واتهم 16 منتخبا، من خلال البيان، رئيس البلدية بالتلاعب فيما يخص قائمة المحلات المهنية ”مشروع 100 محل”، حيث أدرج 73 محلا فقط في القائمة، فيما قام بالتغيير في قيمة الأغلفة المالية للمشاريع بعد المصادقة عليها من قبل المجلس، دون الرجوع إلى المنتخبين وإخبارهم بالأسباب الرئيسية التي أدت إلى التغيير. وقالت مصادر محلية مطلعة ل”المساء” أن أعضاء المجلس المعارضين لرئيس البلدية قاموا بجمع أزيد من 1000 توقيع لسكان البلدية في مدة أقصاها ثلاث ساعات، للضغط على رئيس البلدية وتنحيته من كرسي التسيير، مع العلم أن رئيس البلدية لا يزال يستقبل جميع المواطنين بمكتبه ويعمل على النهوض بالتنمية داخل بلديتهم بشكل عاد، وهو الأمر الذي بات يطرح أكثر من سؤال ويستدعي تدخل الجهات الوصية. من جهة أخرى، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي للمحمدية بالعاصمة، ل”المساء” أن الأسباب التي يستند إليها المنتخبون باطلة ولا تستند إلى مرجعية قانوينة، مشيرا إلى أن اللجان الخاصة بالإدارة والمالية واللجنة الاجتماعية تلتقي بانتظام، وفي تاريخها المحدد حيث أن هذه اللجان اجتمعت أكثر من 14 مرة منذ تسلمه المنصب كرئيس للبلدية، وكل المداولات لا تمر بدون لجان حتى تمر على اجتماع للمكتب التنفيذي من أجل المصادقة عليه، مضيفا أن كل الأبواب مفتوحة ل 23 منتخبا للعمل سويا في التسيير المحلي للبلدية، والعمل على تجسيد عدة مشاريع محلية، لاسيما أن هناك بعض المنتخبين عادوا لعملهم بشكل عادي. وفي نفس الإطار يبقى سكان البلدية يطالبون بتدخل الجهات الوصية لحل النزاع الذي أرجعوه لخلافات شخصية بين ”المير” والمنتخبين، وهو الوضع الذي عطل مصالح المواطنين، مع العلم أن والي العاصمة، عبد القادر زوخ، كان قد أكد إمكانية تنصيب متصرف إداري يشرف على تسيير بلدية المحمدية، إذا تواصل الخلاف والانسداد.