شهدت الوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة أمس، مشادات عنيفة بين المرحّلين من التجمع القصديري فج الريح بحي الأمير عبد القادر (الفوبور) والمرحّلين من التجمع القصديري جاب الله 1 و2 بحي الأخوة عباس (ود الحد)، خلّفت العديد من الجرحى وأضرارا مادية بليغة في السكنات والممتلكات العامة. وقد نشب العراك الذي استُعملت فيه مختلف الأسلحة البيضاء وحتى النارية، حسب تأكيد عدد من السكان، بعد صلاة الجمعة من نهار أول أمس، حيث كانت الأمور هادئة وكان الجميع ينتظرون جلسة الصلح بين الحيّين، اللذين عرفا عدة مناوشات في الأسابيع الفارطة بين الشباب، آخرها منذ أيام قليلة. وحسب السكان الذين تحدثنا إليهم، فإن هناك عصابة منظمة تريد انتشار الفوضى واللاأمن واستغلال ظروف اللااستقرار، لتنفيذ أعمال السرقة والنهب، حيث تعرضت العديد من المساكن للحرق باستعمال سوائل سريعة الالتهاب وقنابل المولوتوف وحتى قارورات غاز البوتان، كما تعرضت واجهات نوافذ العديد من السكنات للرشق بالحجارة وتحطيم زجاج نوافذها وحتى نزع السياج الحديدي الخاص بها، وسُرقت أجهزة المكيفات وغيرها. ووقفنا خلال تواجدنا بعين المكان، على تطويق قوات الأمن له وسيطرتها على الوضعية، غير أن الأمور تبقى مرشحة للتصعيد في ظل تواجد بعض الشباب والأطفال، الذين يقومون بالاستفزازات والاستفزازات المعاكسة، عن طريق الرشق بالحجارة وبقطع صغيرة من الحديد توضع في معاليق ويتم القذف بها إلى الجهة الأخرى؛ مما تَسبب في العديد من الإصابات، كما تم تبادل الرشق من فوق العمارات، وتعرض شاب لإصابات بليغة بسبب رميه بموقد ناري من شرفة أحد المنازل، حسب تأكيد السكان وحتى رجال الأمن. ولم تنجح عمليات التهدئة التي نادى بها كبار وشيوخ الحيين، كما لم تثمر مساعي أئمة المساجد إطفاء نار هذه الصراعات، التي باتت تهدد أمن واستقرار السكان، الذين شاهدنا بعضهم يغادر حاملا معه ما استطاع حمله من أمتعة للفرار بجلده وأسرته لبر الأمان، في ظل الانتشار الرهيب للأسلحة البيضاء؛ من سكاكين وسيوف بين الشباب المتعاركين، وسطو ليلي وتخويف وترهيب. وتعرّض خلال هذه العملية التخريبية، السوق الجواري المغطى، لعملية تخريب واسعة، وتعرضت متوسطة أيضا لعملية تخريب؛ من كسر، حرق ورشق بالحجارة، كما عرفت العديد من الشقق كسر الأبواب والنوافذ؛ في منظر يدل على خطورة الموقف.