لم يكن اختيار السيدة سهيلة كواس كلمة "الهناء"، لجمعيتها لترقية المرأة، من باب لفت الانتباه أو حتى الشهرة بقدر ما كان اسما على مسمى، فهاته المرأة استطاعت أن تجعل اسمها راسخا في أذهان "أولاد فايت" وليس ذكره لمجرد العبور. كان لقاؤنا بالسيدة عفويا ودون سابق موعد أو انذار، فعندما وجدنا رئيس البلدية السيد حمادي في مهام خارج البلدية بحثنا عمن يبوح لنا بأسرار الذين مرّوا ومكثوا بهاته البلدية الهادئة الطيبة، فكانت نعم الممثلة، أخذتنا على جناح السرعة إلى مكتبها بالمكتبة البلدية "المشروع"، المقر القديم للبلدية- وللأمانة فقد أحسن المجلس الشعبي البلدي بأن وفر لمن رأى فيهن النشاط والحيوية، وهو مالمسناه، حيث أننا وجدنا وجوها نيرة من قبل متربصات على السيدة كواس تعلمن فنونا كالطبخ والحلويات، منهن طبيبة وأخرى ماكثة في البيت عبرن لنا عن سعادتهن وتمسكهن بمعلمتهن التي يكبرنها سنا؟! جمعية تقرية المرأة "الهناء"، اسم واكب طموح بنات أولاد فايت، وهو الاسم الذي حل محل دار المبادرات للتنمية المحلية أولاد فايت الكائن مقرها بمكتبة البلدية - ساحة الشهداء- وحسب رئيسة الجمعية فإن جمعيتها تختص بكل ما له علاقة بالنشاط النسوي. وعن هذا الهاجس الأنثوي والاهتمام البالغ بحواء د ون آدم توضح لنا سهيلة كواس أن "الروتين الذي يطبع حياة المرأة حبيسة "الميميات" - مشرب، مأكل، مغسل، مرقد يجعلها عرضة للصدام خاصة إذا كانت ربة بيت.. ما يجعل صب الزيت يكون وراء مشاكل عائلية، يأتي النشاط النسوي الهادف نحو ترقيتها وتحسين مواهبها والسماح لها- خاصة الماكثة في البيت - بأن تحسن أشغال أوقات فراغها من خلال استفادتها من مهنة أوحرفة يديوية تفيد بها نفسها، ويكون لاحتكاكها لسويعة تكوين مع أخواتها فرصة لإخراج المكبوت وتفريغ الغث، واستنشاق ما يبعث في النفس التفاؤل والأمل فتعود الأخت والأم إلى منزلها كعود زاده الإحراق طيبا؟! وكيف لا وجمعية ترقية المرأة "الهناء" بأولاد فايت استطاعت أن تضيف للماكثات في البيت فنيات الخياطة والتفصيل، وتحضير الحلويات الشرقية والغربية، علاوة على الرسم على القماش، الحلاقة، ودروس محو الأمية المجانية إلى جانب دروس الدعم المدرسي وتوفير مكتبة لأبناء البلدية. وقد يعتقد البعض أن إرادة سهيلة تتوقف عند تقديم المتربصات اللائي يقصدنها بعد 12 شهرا من التكوين على (ديبلوم) شهادة معتمدة من طرف الدولة، والحقيقة أنها صقلت شخصيتها لأن تتبوء مكانة المرأة المسيرة لجمعيتها بامتياز لتصبح محط أنظار السلطات الوصية، حيث تشرف على مشاريع تكوين إطارات الجمعيات في إطار مشروع (ONGII) لوكالة التنمية الاجتماعية، بحيث يشرع عن قريب في تكوين يخص كيفيات تسيير مشروع جمعية. السيدة كواس تقول إنه أصبح التعامل مع الجمعيات ومشاريعها المسطرة يتم وفق مقاييس علمية لامكان فيها للحظ،.. وعن هاته العملية تقول: "سيتم الاعلان عن تاريخ ومكان التكوين بعد اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها على مستوى وزارة التضامن مشروع ترقية وتنمية الجمعيات الاجتماعية لسنة 2008 - 2009، يأتي ليكون عربون وفاء للجهود التي بذلتها الجمعية وطاقمها، والذي سبق للرئيسة سهيلة على رأس دار المبادرات والتنمية المحلية أن نظمت تكوينا استفادت منه العديد من الجمعيات المحلية لولاية الجزائر كجمعية أشعة الشمس لبئر مراد رايس، وجمعية ترقية الشباب بلا حدود (أولاد فايت)، وجمعية التويزة (المكتب الوطني، المكتب الولائي للجزائر) إضافة لجمعية المعرفة بالشراة ومؤسسة بوسبسي للأمراض العقلية. ومن النشاطات التي حققت نجاحات باهرة تلك التي أشرفت عليها دار المبادرات للتنمية المحلية مع جمعية التويزة الوطنية والمتمثلة في تكوين لفائدة نساء يخص (كيفية تأسيس المؤسسات المصغرة من جهة وطرق تمويلها من جهة أخرى). رئيسة الجمعية التي قبلت أن تشرح لنا كل ما يتعلق بالحركة الجمعوية النسائية والشبابية، اعتذرت عن تقديم صورة لنا، مكتفية بتوجيه رسالة عرفان وتقدير لأعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد فايت الذي مكن الجمعيات النشطة من مكاتب قارة وفضاءات للتكوين والمعرفة والتعارف وتفتيق العبقريات وتبادل الخبرات والتجارب.