بدأ الصراع الدامي في جنوب السودان يأخذ أبعادا دولية بعدما تدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية على خط الوساطة الإقليمية الرامية الى إقناع الرئيس سيلفا كير وغريمه رياك ماشار بوقف المعارك المتأججة بين قواتهما وأدخلت البلد في متاهة حرب أهلية. ومن المتوقع أن يلتقي دونالد بوث الموفد الأمريكي إلى السودان وجنوب السودان، اليوم، بالرئيس الجنوب سوداني، سيلفا كير، بالعاصمة جوبا، لإقناعه بوقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه الوساطة الإفريقية منذ حوالي أسبوع. والتقى الموفد الأمريكي أولا بزعيم المتمردين، رياك ماشار، في لقاء حضره ممثلون عن الوساطة الإفريقية وتم في مكان سري بهذا البلد. ولم يكشف أعضاء وفد ماشار في محادثات أديس أبابا عن مكان تواجد هذا الأخير غير أن مصادر على صلة بهذه الاتصالات أكدت أنه يوجد في بلدة بولاية جونغلي الواقعة على الحدود الإثيوبية. وأعرب مايكل ماكوى، وزير الإعلام في جنوب السودان، عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فور عودة المبعوثين الأمريكي والإفريقي إلى أديس أبابا. وتتضمن نسخة من مسودة اتفاق وقف إطلاق النار التي صاغها الوسطاء آليات المراقبة لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق. ويبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت دعمت انفصال هذا البلد عن الوطن الأم السودان شهر جويلية 2011 تريد أن تلقي بثقلها الدبلوماسي من أجل احتواء الصراع المستفحل في جنوب السودان في حدوده الحالية ومنع توسعه إلى درجة وقوع شرخ تام بين الفرقاء. وتدخلت الولاياتالمتحدة في هذا النزاع بشكل مباشر بعد فشل الوساطة الإفريقية التي قادتها منظمة التنمية لدول وسط إفريقيا ”ايغاد” في مسعى منها لحمل الجانبين على وقف المعارك، مما اضطرها إلى تعليق محادثات السلام قبل أن تستأنفها أمس. واستحال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسبب الشروط المسبقة التي وضعها المتمردين بإطلاق سراح 11 سياسيا متحالفين مع ماشار والمحتجزين منذ اندلاع هذه الأزمة شهر ديسمبر الماضي. وكان الرئيس سيلفا كير تمسك بموقفه الرافض للإفراج عن السياسيين المحتجزين إلا بعد إحالتهم على العدالة وتحديد المسؤولين عن مقتل آلاف المدنيين”. وتمسك سيلفا كير بموقفه رغم مطالبة الأممالمتحدة بإطلاق سراح هؤلاء السياسيين لتسريع التوصل إلى الهدنة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه جدد النداء إلى الرئيس سيلفا كير للتحلي ”بالمرونة والزعامة” بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ”فورا”. من جانبه، حث مجلس الأمن الدولي سيلفا كير ورياك ماشار وغيرهما من الزعماء السياسيين على ”الموافقة فورا” على وقف الأعمال العدائية وبدء حوار أوسع ضمن جهود الوساطة الجارية من قبل ايغاد في أديس أبابا. وفي نفس الوقت الذي تستمر فيه الجهود حثيثة لاحتواء الوضع المنفلت في هذا البلد تتواصل المعارك الضارية بين القوات الحكومية وتلك الموالية لرياك ماشار للاستحواذ على أهم المدن الإستراتيجية خاصة تلك الواقعة في شمال البلاد الغني بالنفط.