تأجلت جلسة المفاوضات المباشرة التي كان من المقرر انطلاقها، أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بين وفدي حكومة جنوب السودان والمتمردين إلى أجل غير محدد لتتراجع معها كل الآمال بإمكانية وقف الاقتتال الدائر في هذا البلد والمهدد بحرب أهلية.وأكد كل من وزير الإعلام الجنوب سوداني، ميخائيل ماكوي، ويوهنيس موسى بوك، المتحدث باسم وفد المتمردين أن الطرفين لن يلتقيا وجها لوجه قبل التوافق على جدول أعمال محدد للتفاوض. وأقر الوسطاء الأفارقة المنضوون تحت الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية "ايغاد" بتعذر انطلاق المفاوضات بشكل رسمي بمبرر أن "الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من الجهد لتقريب وجهات النظر بين الطرفين". لكن الوساطة الإفريقية أكدت مواصلة وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم والمبعوث الخاص الذي عينته دول مجموعة شرق افريقيا "ايغاد"، مؤخرا إلى جنوب السودان، السفير سيوم ميسيفين، لقاءاتهما المنفصلة مع ممثلي الجانبين على أمل إقناعهما بالجلوس إلى طاولة حوار واحدة في أقرب وقت ممكن. وكان مصدر جنوب سوداني على صلة بالعملية التفاوضية ارجع سبب تأجيل انطلاق أول جلسة مفاوضات مباشرة إلى عدم اتفاق الجانبين على رزنامة العملية التفاوضية التي كانت وضعتها منظمة "ايغاد" التي أخذت على عاتقها لعب دور الوسيط في احتواء الصراع المندلع في جنوب السودان.وكانت هذه الأخيرة حددت مرحلتين لسير المفاوضات يتم خلال الأولى بحث كيفية التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار على أن يتم في المرحلة الثانية بحث سبل إنهاء الخلافات التي قادت إلى المواجهة المسلحة بين الفرقاء في جنوب السودان. وتزامنا مع تأجيل موعد هذه المفاوضات تواصلت المعارك ضارية بين مقاتلي الطرفين حاصدة المزيد من القتلى ومخلفة مئات آلاف النازحين منذ اندلاعها منتصف ديسمبر الماضي. وأكد فليب أغير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، أن القوات الموالية للرئيس سيلفا كير تواصل تقدمها باتجاه مدينة بور الإستراتيجية التي كانت سقطت بين أيدي المتمردين، واعدا باستعادتها في ظرف ال24 ساعة القادمة. وتناقضت تصريحات المسؤول العسكري الجنوب سوداني مع تلك التي أدلى بها الفريق بيتر قديت الموالي للانقلابيين الداعمين لرياك ماشار النائب السابق للرئيس الجنوب سوداني. وقال إن قواته أحرزت تقدما كبيرا في العمليات التي تقودها ضد الجيش الحكومي وأوقفت تقدمه تجاه عدد من المدن الإستراتيجية. وقال قديت إن قواته أصبحت على بعد 25 كيلومترا من العاصمة جوبا وتتقدم نحوها كما سيطرت على مدينة بور وصدت هجومين منفصلين خلال اليومين الماضيين من قبل قوات الجيش النظامي وأنها تسيطر علي الأوضاع الميدانية بولاية جونقلي وتقوم بعمليات تمشيط واسعة على طول الطريق بين بور وجوبا. ويواجه جنوب السودان خطر الانزلاق إلى متاهة الحرب الأهلية منذ تفجر المواجهات المسلحة منتصف ديسمبر الماضي بين الجيش الحكومي والمتمردين بقيادة رياك مشار والمتهم بمحاولة قلب نظام رفيق دربه في معركة التحرير سيلفا كير.