كشفت الاحتفالات باليوم العربي لمحو الأمية عبر مختلف ولايات الوطن مؤخرا، عن الإرادة الكبيرة التي يتمتع بها كبار السن والأميون في السعي إلى محو أميتهم، رغم جملة الصعوبات التي تواجههم، علما أن الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية تسير نحو تحقيق نتائجها المرجوة في آفاق عام 2016، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة في عدة ولايات، إذ تفيد بتراجع نسبتها، وسنعرض عليكم نتائجها في بعض ولايات الوطن. سمحت فصول محو الأمية بولاية تلمسان خلال السنة الدراسية الفارطة، بتحرر أكثر من 10600 شخص، حيث أوضح السيد عبد العزيز سعيدي خلال حفل احتضنته دار الثقافة “عبد القادر علولة” بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية قائلا؛ هؤلاء المتعلمون أبدوا الرغبة في مواصلة الدراسة عن طريق مركز التعليم بالمراسلة أو التعليم عن بعد. يساهم هذا العدد الهام من المتخرجين من فصول محو الأمية في تخفيض نسبتها بشكل محسوس، مضيفا أن الجمعيات المحلية المهتمة بتعليم الكبار تساهم في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى القضاء على الأمية في المجتمع مع آفاق 2016. وبولاية عين تموشنت، تولي النساء اهتماما كبيرا بدروس محو الأمية، فمن مجموع 12864 مرشحا مسجلين في الدروس المقدمة من طرف الملحقة، سجل وجود 9510 امرأة، الأمر الذي يكشف عن حضور العنصر النسوي بشكل معتبر، بفضل العمليات التحسيسية التي تستهدف هذه الفئة من السكان. يؤطر هؤلاء المرشحين لفصول محو الأمية 6224، منهم 4623 امرأة في المستوى الأول و6640، من بينهم 4887 في المستوى الثاني، 322 معلما أكثر من نصفهم تم توظيفهم في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمية والبقية بواسطة الوكالة الولائية للتشغيل، حيث يتم توزيعهم على 643 نقطة عبر كافة البلديات ال 28 للولاية. تتكفل ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لعين تموشنت بحوالي 21 بالمائة من العدد الإجمالي للأميين الذين تم إحصاؤهم على مستوى الولاية والمقدر بزهاء 67000 شخص. وتميز إحياء اليوم العربي لمكافحة الأمية الذي جرى بمكتبة “مالك بن نبي” لعين تموشنت مؤخرا، بتقديم هدايا للمتفوقين في فصولها، كما تم خلال هذه المناسبة تنظيم معرض يبرز الأشغال التي أنجزها بالتوازي مع الدراسة 20 متعلما من الاتحاد الولائي للمكفوفين. واقترح هؤلاء تدعيمهم بوثائق بالبراي وتوظيف مستقبلي المكالمات الهاتفية الذين تم تكوينهم من قبل قطاع التكوين المهني. وبولاية سكيكدة، كشف مدير ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، السيد زغدود مروش، عن تسجيل 26240 دارسا جديدا في أقسام محو الأمية للسنة الدراسية 2013- 2014 بهذه الولاية. هذا العدد الإجمالي من المسجلين في أقسام محو الأمية، من بينهم أزيد عن 80 بالمائة عبر المناطق الريفية موزعين على المستوى الأول ب 12640 دارسا و13600 في المستوى الثاني، فيما يتكفل بتأطير هذا العدد من الدارسين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 سنة فما فوق؛ 407 دارسين منهم مؤطرون. وبمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية الذي احتفل به مؤخرا، قام ديوان محو الأمية وتعليم الكبار بتنظيم أنشطة تحسيسية حول أهمية التعلم والتخلص من الأمية، حيث تم استهداف البلديات التي يسجل فيها أكبر عدد من الأميين على غرار عزابة وتمالوس. وكانت المناسبة فرصة لعرض المشاكل التي تواجه ملحقة نفس الديوان، من بينها مغادرة بعض المؤطرين فور حصولهم على وظائف أخرى، بالإضافة إلى التطبيق الصعب للتوقيت المقرر نظرا للعجز المسجل من حيث الحجرات الدراسية، في معظمها تابعة لقطاع التربية الوطنية. يضاف إلى ذلك تأخر الانطلاق الفعلي للدراسة في بعض المناطق الريفية بالولاية لتزامنها مع حملة جني الزيتون، لأن غالبية المسجلين في دروس محو الأمية من النساء والرجال ينشطون في مجال إنتاج هذا المحصول الفلاحي. وبولاية تيسمسيلت، بادرت ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لفتح 50 قسما إضافيا بالمناطق النائية، منذ بداية الموسم الدراسي الجاري، حيث تم استحداث هذه الأقسام بداخل المساجد، المدارس الابتدائية، المراكز الثقافية وعدد من الهياكل الشبانية والصحية المتواجدة بالمناطق الريفية النائية لعدة بلديات، مما سمح بالتكفل بأزيد من ألف دارس. ولمزيد من التوعية حول أهمية تعليم الكبار ومحو الأمية، تم إعداد برنامج تحسيسي خاص خلال السنة الجارية، يشمل تنظيم أبواب مفتوحة على المكاتب التابعة للملحقة لتقديم شروحات للمواطنين الذين لا يجيدون الكتابة والقراءة حول كيفية الالتحاق بفصول محو الأمية، مع برمجة قوافل توعوية عبر المناطق الريفية النائية، تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الدارسين. للإشارة، تحصي ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار حوالي 83 ألف أمي بالولاية، يعني أن نسبة الأمية شهدت انخفاضا طفيفا خلال السنة الماضية، حيث وصلت إلى 32ر26 بالمائة مقابل 81ر26 بالمائة في عام 2012، مما يستدعي بذل جهود كبيرة لتقليص هذه الظاهرة. وفاق عدد المسجلين بأقسام محو الأمية التي تم فتحها عبر العديد من بلديات ولاية المدية 15.000 متمدرس، وفق ما أفاد به مدير ملحقة ديوان محو الأمية و التعليم، السيد فضيل صفار رمالي، حيث بلغ عدد الملتحقين بأقسام محو الأمية عبر الولاية 15.370 متمدرسا في أواخر ديسمبر الماضي، من ضمنهم 12.660 امرأة ماكثة في البيت، وهو ما يمثل أكثر من 82 بالمائة من العدد الإجمالي للمتمدرسين. موضحا أن التواجد القوي للمرأة بدروس محو الأمية يفسر وعيها بأهمية التعلم الذي يفتح لها آفاقا جديدة ويساهم في تحررها اجتماعيا”، عكس الرجال الذين يترددون -حسبه - في الإلتحاق بهذه الدروس لأسباب عديدة، منها “عدم الاعتراف أمام الملأ بكونهم أميين”، مضيفا أن النساء يتابعن دروس محو الأمية عبر أكثر من 300 قسم من مجموع 450 التي تم فتحها هذه السنة عبر الولاية، أي ما يمثل ثلثي هذه الهياكل.