حذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية تتهدد السكان المدنيين في داخل سوريا الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين فكي كماشة آلة دمار القوات النظامية والتنظيمات المسلحة المعارضة لها. أكدت فاليري اموس، منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، بالعاصمة الكويتية، أن أكثر من 245 ألف سوري يعيشون محاصرين في بلدهم وهم يواجهون صعوبات حادة بسبب نفاد المواد الغذائية الأساسية. وقالت أموس، إنني جد مصدومة من معلومات وصلتني حول وضع سكان مدنيين أصبحوا مهددين بمجاعة حقيقية بسبب انعدام المواد الغذائية الضرورية بعد أن استحال إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المناطق التي حوصروا فيها حيث وجد أطفال ونساء وكبار السن أنفسهم محاصرين جياعا ومرضى وفقدوا كل أمل في تمكن المجموعة الدولية من إنقاذهم من موت محقق. وأدلت المسؤولة الأممية بهذا الاعتراف على هامش أشغال ندوة الدول المانحة التي احتضنتها الكويت، أمس، محاولة منها لجمع مبلغ 6,5 ملاير دولار من أجل إنقاذ حياة أكثر من 13 مليون سوري أصبح الجوع والمرض يتهدد حياتهم. وقالت راموس إن المجموعات المسلحة المعارضة للنظام السوري تقوم بمحاصرة مدن نابل والزهراء في محافظة حلب بينما تحاصر القوات النظامية سكان مدن درعا والمعظمية في محيط العاصمة دمشق ومدينة حمص بالإضافة إلى مخيم اليرموك الذي يقطنه اللاجئون الفلسطينيون. ومأساة المدنيين السوريين لا تقتصر فقط على الذين بقوا في الداخل ولكنها مأساة تجاوزت حدود هذا البلد ومست الفارين من جحيم المواجهات الذين وجدوا أنفسهم مشردين في دول الجوار محرومين من أدنى وسائل العيش بعد أن فقدوا كل شيء ويعيشون ضنك العيش في ظروف إنسانية كارثية.وأقرت الأممالمتحدة بأن أكثر من أربعة ملايين سوري لجأوا إلى الخارج فرارا من موت محتوم بما يتطلب أكثر من 2,5 مليار دولار كمساعدات عاجلة لإنقاذهم من موت يتربص بهم.وهو الواقع المأساوي الذي جعل الأمين العام الاممي بان كي مون يوجه نداء استغاثة إلى الدول المانحة لإنقاذ حياة هؤلاء أياما فقط قبل انطلاق ندوة جنيف الثانية الأربعاء القادم.وقال إن 9,3 ملايين سوري او ما يعادل نصف تعداد السكان السوريين في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.