صدر عن دار ”الأوطان” عدد من المصنفات الإبداعية التي تباينت بين المقالات الإعلامية ومحاولات نفض الغبار عن الأعلام والفنانين الجزائريين، فجاء ”رنين القلم” لسعيد مقدّم و”أنطولوجيا أدباء وسارة” لعقيل عزوز، في انتظار الكشف عما جادت به هذه الدار ودعّمت به المكتبة الجزائرية. في هذا السياق، سيصدر قريبا عن ”دار الأوطان” كتاب ”رنين قلم” للكاتب الصحفي سعيد مقدم الذي عرفته الساحة الإعلامية والثقافية الجزائرية بكتاباته (الحدث)، متنقلا بين مختلف العناوين الصحفية الجزائرية من ”المساء” إلى ”الخبر” إلى ”الجزائر الجديدة”، ليستقر أخيرا في القناة الجزائرية الثالثة، مواصلا مهمته الثقافية والإعلامية الوطنية، متمسّكا بقناعاته الراسخة خدمة لما يبقى لهذا الوطن من فكر وثقافة يصل إلى الأجيال الآتية. والجدير بالذكر أنّ ”رنين القلم” هو جملة من المقالات المتنوّعة للكاتب سعيد مقدم، وما من شكّ أنّها ستعكس للقارئ مرايا خلفية على الكثير من الأحداث والقضايا المتفاعلة في جزائر ما بعد بومدين. على صعيد متّصل، أبى الشاعر المعروف عقيل عزوز، شبيه بدر شاكر السياب، إلاّ أن ينفض غبار النسيان عن أسماء جليلة متنوّعة في القصة، الشعر والرواية، تشكل مجد عين وسارة الثقافي والإبداع، فآل على نفسه معتصرا جهده الروحي وزاده المالي، لأن يصدر أنطولوجيا تضمّ كلّ الرائعين في وسارة، وتفهّمت دار ”الأوطان” حرصه على تبليغ هذه الرسالة الماجدة، فقدّمت ما أتيح لها لإصدار هذا العمل الذي سيكون عرسا حقيقيا لوسارة وهي تحتفل لكوكبة كبيرة من أدبائها الرائعين الذين سيثيرون حفيزة أدباء مسعد والجلفة. يقع العمل فيما يقارب 200 صفحة، لكلّ مبدع فيه فضاء عبارة عن ترجمة لحياته وإبداعه مصحوبا بتعليق المؤلف، ثم عرض نموذج أو اثنين من إبداعه. وإذا كنا نودّ أن نعلّق على مثل هذه الرسائل الإبداعية والأدبية، فإنّنا نرى أنّ واقع الإبداع في الجزائر عرف نهضة متميّزة، سريعة وكمية منذ أن مدّت وزارة الثقافة دعم الناشر والمبدع الجزائري، حيث سنعرف في المستقبل عواصم ثقافية إبداعية في الجزائر، فليس بعيدا أن نرى بعد حين من يصدر مثل ما أصدر عقيل عزوز في جيجل أو قسنطينة أو وادي سوف أو سكيكدة أو بشار أو بجاية، فكلّ مدينة كبيرة من مدن الجزائر مرشّحة لأن تصبح عاصمة إقليم ثقافي أو عاصمة ثقافية في الجزائر الكبرى. ولمسنا التميّز والتنوّع الإبداعي في الجزائر من خلال ما يصدر هنا أو هناك، فجهات يكثر بها الشعر وأخرى القصة والرواية، وأخرى تكثر بها الدراسات النقدية والأبحاث والمجاميع، وجهات أخرى يتنوّع فيها الموروث الشعري من شعر شعبي وفن غنائي، تشكيل، نحت وغيرها.