الراهن الثقافي في خطوته الأولى والجمعيات لم تخرجه من المجال الضيق شارك بمجموعة شعرية بعنوان: (السنبلة)، منتزعا جائزة «القلم الحر» بمصر، باقتدار. كيف ومتى.. في هذا الحوار الذي أجرته «الشعب» مع الشاعر عزوز عقيل، الذي كان بحق سفير الأدب الجزائري وسط منافسة عربية حادّة. - «الشعب»: بمناسبة نيلكم جائزة القلم الثانية بمصر هل لكم ان تحدثونا كيف تم ذلك ؟ * عزوز عقيل: بالنسبة إلى جائزة القلم الحر بدولة مصر أولا تمت المشاركة بارسال مجموعة شعرية بعنوان السنبلة وكان في بداية الأمر عدد كبير من المشاركين من كافة الأقطار العربية وتم بعد ذلك تصفية هذه الأعمال لتمر إلى التصفيات النهائية مئتي مبدع من مختلف صنوف الإبداع قصة وشعرا وخاطرة وغيرها من الصنوف الابداعية الأخرى ثم تمت دعوتنا إلى القاهرة للتنافس هذه المرة على المراتب الأولى، ولكن رغم الظروف التي تمر بها دولة مصر اعتذر علي الذهاب ولكن عملي دخل التصفيات وكنت من بين المتوجين بهذه الجائزة بحيث تحصلت على المرتبة الثانية، وإذ أعتبر فوزي بهذه الجائزة هو بمثابة فوز الجزائر برمتها وليس فوزي وحسب بل أعتبرني ممثلا شعريا للجزائر برمتها وانتصار أي مبدع جزائري في أي مجال من المجالات هو فوز للجزائر. - هل انتم الشاعر الجزائري الوحيد الذي شارك في هذه المناسبة ؟ * في الحقيقة لست الوحيد الذي شارك في هذه المسابقة ولست الوحيد المتوج فيها بل هناك مجموعة من المبدعين الجزائرين الذين شاركوا وفازوا وعلى سبيل الذكر أذكر الشاعرة المقتدرة لطيفة حساني والقاصة لامية بلخضر واعتقد أن هناك اسم أو أكثر من بين الذين فازوا أيضا وإذا يعتبر هذا الفوز بالنسبة لهذه المجموعة هو بمثابة إثبات وجدارة الابداع الجزائري على مستوى الصعيد العربي وهو فاتحة لانتصارات جديدة بحيث أصبح الأن ينظر للأدب الجزائري بعين مختلفة والتتويجات الأخيرة للمبدعين الجزائريين خير دليل على هذه المكانة المرموقة التي يتمتع بها المبدع الجزائري. - من الهيئة التي نظمت؟ * بالنسبة للتنظيم كانت الجهة المنظمة هي مؤسسة القلم الحر وهي عبارة عن دار نشر وجريدة ورقية يرأسها عبد العزيز رجب وكانت المسابقة مفتوحة لكل الفئات ولمختلف صنوف الابداع شعرا وقصة وخاطرة وقصيدة نثرية وغيرها من مجالات الابداع المختلفة، أما عن أهم قوانينها هي المشاركة بالاسم الصريح وفي مجال واحد من الابداع مع شرط إرسال إحدى أوراق الثبوت الرسمية كنسخة من جواز السفر أو بطاقة رسمية تثبت هوية المشارك وبالفعل تم ذلك على أن تمر الأعمال على لجنة لتقوم بتصفية الأعمال أولا وتحديد عدد من المبدعين ليتم بعد ذلك تصفية هذه الأعمال لتحديد الفائزين بالمراتب الأولى. - ماهو جديدكم الإبداعي؟ * في الحقيقة لي كتاب سيصدر هذه الأيام عن دار الأوطان وهو عبارة عن أنتولوجيا الابداع يضم كل المبدعين الوساريين بمختلف مجالاتهم رواية وقصة وشعرا يتناول الكتاب سيرة ذاتية عنهم وسيرة أدبية مع نص إبداعي لكل مبدع ليعرف بهولاء المبدعين وكوثيقة تاريخية تؤرخ لكل أصناف الابداع ومختلف المبدعين باختلاف مشاربهم وربما يعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه على مستوى المنطقة لأن لدينا الكثير من الاصدارت الشعرية والقصصية والروائية أما في هذا المجال فهذا الاصدار يعتبر أول إصدار في المنطقة، إضافة لهذا لدي مجموعة السنبلة وهو الأن قيد الطبع في إحدى دور النشر الجزائرية إضافة لمجموعة من المؤلفات الجاهزة التي تنتظر الفرصة لاظهارها للقارئ الكريم وهم الصالونات الأدبية التجربة والأفاق والاختيارات الايقاعية في شعر أمرئ القيس وهو عبارة عن دراسة نقدية لديوان أمرئ القيس تناولت فيه البنيات الايقاعية بمختلف تنوعاتها. - كيف تقيمون الراهن الثقافي الآن ؟ * الراهن الثقافي الأن يبدو وأنه مازال في خطواته الأولى رغم وجود مؤسسات مختلفة ومتنوعة ومقارنة بحجم هذه المؤسسات يبقى المجال الثقافي حبيس هذه الجمعيات التي لم تستطع بلورة العمل الثقافي والخروج به من المجالات الضيقة، فكم من ملتقى أدبي ناجح تم ايقافه وكم من قناة تلفزيونية، ولن تجد حصصة ثقافية تزيل الغبار العالق على هذه الثقافة لولا بعض الجهود الفردية التي مازالت تحافظ على ماء وجه الثقافة الجزائرية لأصبحت هذه الأخيرة في خبر كان. - تشرفون على صفحة « هوامش » الالكترونية هل تلقيتم تشجيع المبدعين والأدباء؟ * مجلة « هوامش » الثقافية هي مجلة الكترونية مازالت في بداياتها وهي تسير بخطى ثابتة غير مستعجلة في أمرها تخطو لتصل إلى أهدافها المنشودة وللحقيقة أقول أنها جاءت كفكرة لتلم شمل المبدعين الجزائريين بمختلف تنوعاتهم لتكون نافذة على الإبداع الجزائري، لكن مقارنة بالزخم الموجود في الجزائر من المبدعين أعتبر أن التشجيع والمساهمات الابداعية التي تصل المجلة من المبدع الجزائري تعتبر قليلة مقارنة بما يجيئ من الدول العربية ومن أسماء فاعلة في المشهد الثقافي العربي ولكن المقولة المشهورة عندنا متجسدة في كل ماهو جزائري أن زمار الحي لا يطرب، ولكن رغم هذا مازالت هوامش مستمرة في مسيرتها بثبات وإتزان وأكيد أنها ستصبح من المجلات الرائدة في الوطن العربي وهذا أملنا المنشود ولسنا متسرعين في ذلك قطرة قطرة ويجيئ السيل منهمرا. - غياب الصفحات الأدبية هل أثر نوعا ما على الإبداع الأدبي ؟من الجانب النقدي أو الأدبي ؟ * بالتأكيد فغياب الصفحات الأدبية من مختلف الجرائد قد ساهم كثيرا في نقص العمل الابداعي وبالتالي بصورة مباشرة على العمل النقدي لأن النص الورقي يختلف اختلاف جذريا عن النص الإلكتروني فالنص الورقي يخدم النص بخلاف النص الالكتروني الذي يخدم اسم المبدع ولهذا يجب المزاوجة بين النشر لخدمة النص الأدبي والنشر لخدمة اسم الكاتب فكلاهما يكمل الأخر، لكن رغم ذلك فهناك بعض الصفحات التي مازالت تظهر بين الفينة والأخرى وهي خير دليل على تعامل المبدع الجزائري مع هذه الصفحات الأدبية فأصوات أدبية بجريدة صوت الأحرار مثلا لها جمهورها المميز وقد صنعت أسماء هي الأن تتصدر المشهد الابداعي في الجزائر. - كلمة لقراء الشعب ؟ * سعيد جدا بهذا اللقاء وبهذه الفرصة الطيبة التي فتحتها لي جريدة «الشعب» التي كانت هي البوابة الحقيقية في انطلاقي ولولاها لما دخلت الساحة الابداعية أصلا فهي أول من ساهمت في تشجيعي وهي أول من نشرت لي، الشكر لكم ولها ولكل الطاقم الساهر على الجريدة.