قدّم الأستاذ منصور عبروس بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بوهران، أوّل أمس محاضرة حول موسوعته البيوغرافية للفنانين الجزائريين التي أصدرها مؤخّرا، وتتكوّن من 500 صفحة، وتضمّ شخصيات فنية جزائرية منذ سنة 1896 إلى غاية 2013، وتُعد ثمرة بحث دؤوب دام عشرين سنة، وذلك بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي بوهران. شرح الأستاذ عبروس أهمية وجود موسوعة تتضمّن الأسماء الفنية الجزائرية، حيث استطاع جمع 4 آلاف سيرة ذاتية لفنانين جزائريين متخصّصين في فنون مختلفة، على غرار التصميم، الفنون التشكيلية، الكاريكاتير، الرقص المعاصر، الرسم، الفن الإسلامي، الإضاءة، النحت، الخطاطة والتصوير الفوتوغرافي. واعتبر الباحث في علم النفس، أنّ مؤلَّفه قاعدة معلومات للبحث العلمي ودليل مباشر للفنانين الذين صوّرهم كل على حِدة، مشيرا إلى أنّه قدّم لمحة عن الفنون البصرية وكذا الفنانين والمجموعات الفنية في الخارج حتى يصبح مصدر معلومات مركزي للطالب الأكاديمي، الذي يبحث عن معلومات معيَّنة تخص مختلف الميادين. واعتبر الأستاذ عبروس مؤلَّفه تكملة لما نشره من قبل، على غرار ”معجم بيوغرافيا للفنانين الجزائريين 1917-1999” الصادر عن ”دار القصبة” للنشر سنة 2002، و”معجم الفنانين الجزائريين 1917-2006” الذي صدر في سنة 2006 عن دار النشر ”لارماتون” بفرنسا. كما تضمّنت الموسوعة مختلف الإحصائيات، خصوصا تلك المتعلقة بنسبة الفنانين الرجال التي بلغت 70 بالمائة، والنساء 30 بالمائة، وكذا المعارض التي تقام في العاصمة بنسبة 48 بالمائة، في حين 49 بالمائة متواجدة بالمناطق الأخرى. أما بالنسبة للتكوين الفني فيوجد 39 بالمائة منهم متخرّجون من مدارس فنية، و61 بالمائة مواهب دون تكوين، فيما أحصى نسبة أماكن تخزين اللوحات بالجزائر ب20 بالمائة، و80 بالمائة بالخارج. وشهدت سنة 2012 إقامة 800 معرض للّوحات الجزائرية، منها 40% بالجزائر، و60 بالمائة خارج الوطن. وفي سياق متّصل، أكّد الأستاذ منصور عبروس أمام الحضور، أنه جمع كل ما يتعلق بالفنانين الجزائريين دون تمييز بين التخصّصات، أو بين الفنانين الذين عاشوا بمختلف مناطق الوطن، حيث استعان في بحثه بالجامعات الفرنسية والصحافة الفرانكفونية قبل الاستقلال وبعده، وحتى بمكتبة الفاتيكان. وقد جاءت فكرة إنجاز هذه الموسوعة التي تُعدّ بنكا للمعطيات للذاكرة البشرية للفنون البصرية بالجزائر، حسب الأستاذ عبروس، عندما كان مدرّسا بمدرسة الفنون الجميلة، إذ لاحظ نقصا فادحا في المعلومات حول الفنانين الجزائريين بمختلف تخصصاتهم. وتابع صاحب ”موسوعة الفنانين الجزائريين”، بأنّه عمل على نشر مؤلفه بالجزائر غير أنّه لم يتلق ردودا من الذين توجّه إليهم، مشيرا إلى أنّه أصدر مؤلّفا للمجتمع الفني الدولي، لأنّه لا بدّ من تسويق الفن الجزائري في الخارج، فجميع البلدان - حسبه - تعمل على صناعة وطن ثقافي خاص بها، لكن الجزائر لا تملك قوة مالية لشراء الأعمال الفنية الجزائرية المتواجدة بكثرة في الخارج. كما ذهب الباحث في علم النفس، إلى ضرورة تكفّل الدولة بالفنون الجزائرية، وذلك عن طريق شراء أعمال الفنانين الجزائريين ولو بشروط، فلا يوجد، حسبه، أي فنان لا يحب رؤية أعماله الفنية تزيّن أروقة متاحف بلاده.