مع تغير إيقاع الحياة في القرن 21 تغيرت الكثير من الأمور فلم يعد الحب على طريقة عنتر بن شداد وعبلة وقيس بن الملوح وليلى، حيث كان الحب رياجيس الأشعار، أما في أيامنا ومع التغيرات التي طرأت في بنية الحياة الإجتماعية أصبح لقاء المحبين أقصر طريق للتعبير عن المكبوتات العاطفية وتسطير مشروع الحياة الزوجية، ولكن يبقى السؤال المطروح هل معرفة الشريك قبل الإرتباط هو سر السعادة الزوجية؟هو السؤال الذي توجهنا به الى الشباب من الجنسين ونقلنا لكم إجابتهم في هذا الاستطلاع·
معرفة نمط التفكير ضروري جدا ترى سمية 29 سنة مثقفة أن معرفة نمط تفكير الطرف الآخر قبل الزواج أمر هام جدا كونه أساس بناء العلاقة الزوجية تقول "نعم أحب معرفة نمط تفكير الرجل الذي سأرتبط به حتى أكتشف مدى احترامه للمرأة وكذلك مدى تحمله للمسؤولية ومدى إيمانه بالله··· إن هذه الأمور هامة جدا على الأقل أحاول وضع قراءة ولو بسيطة لشخصية شريك المستقبل لمعرفة مدى أهلية هذا الشخص لتطبيق قوله تعالى "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" فالسؤال الذي يطرح ذاته بقوة في فكري هو هل يستطيع هذا الزوج القادم تطبيق الميثاق الغليظ الذي أخذه الله عز وجل على الرجال· وهناك جانب التحري الإجتماعي الذي يقوده أب الفتاة أو إخوتها الذكور لمعرفة سيرة ذلك الشخص وأحواله العائلية لأن هذا الأمر أيضا له تأثير كبير في نجاح أو فشل العلاقة الزوجية، طبعا كل هذا بعد صلاة الإستخارة والباقي في يد القضاء والقدر، لأننا في الحقيقة لا نستطيع أن نصل الى أعماق الشخصية والى تعين تام بنجاح العلاقة الزوجية لأن الزمن يخفي المفاجأة ولأن الكثير من الأشخاص يخفون أفكارهم الحقيقية والتي لا تظهر إلا بعدما يقع الفأس بالرأس كما يقال، وعلى المرأة أن تتسلح بالإيمان وتتوكل على الله· التناغم الفكري والإنسجام حجر عثرة؟ في حين يرى يوسف 28 سنة طالب ماجستير أن معرفة الشريك قبل الزواج وإن ظهرت كافية في البداية ومشجعة على مواصلة الدرب ودخول القفص الذهبي إلا أن الواقع الذي سيفرض نفسه بقوة بعد الدخول هو مشكل عدم التناغم الفكري· يقول "أحيانا يظن الشخص أنه وجد طرفه الآخر، خصوصا أنه يحمل كل المواصفات التي يحلم بها، لكن بعد الإرتباط تظهر جملة من المشاكل التي تتولد عن عدم التناغم الفكري الذي يؤدي بدوره الى اللا إنسجام حيث يجد أحد الطرفين نفسه يبحر بعيدا ويجر أحلامه التي لا يشاركه فيها الآخر·· لأنه بكل بساطة لا يفكر بطريقته وربما لديه أسلوب مغاير تماما·· وهنا تحدث الإصابة بالإحباط و بالتالي الإحساس أن الحياة الزوجية جوفاء وبدون فائدة فيبدأ التصعيد عن طريق المشاكل واختناق النكد·· وأنا شخصيا أرى أن الزواج كما قال الأجداد مثل البطيخ·· طباع مميعة!! من جهتها نور الهدى 31 سنة مقبلة على الزواج ترى أن كل المعرفة المكتسبة مسبقا عن الطرف الآخر قبل الإرتباط لا تعدو أن تكون معرفة سطحية أو ربما تنكرية لأن الآخر يكون وقتها لابسا القناع للأسف تقول "صعب جدا معرفة حقيقة الشخص الآخر، وحتى وإن حدث وأحسست أنك تعرف طباع الآخر فهي طباع مميعة، فقبل الزواج تسيطر العاطفة والرغبة في الإجتماع مع الحبيب تحت سقف واحد لكن بعد حدوث هذا الفعل يظهر الوجه الآخر لكل طرف، لأن الأمر يؤخذ بمأخذ الجد حيث تظهر المسؤولية ومدى تحمل كل طرف لمسؤوليته وهنا يحضرني المثل القائل "عين المحب كليلة وعين البغض تبدي المساوئ" ولست أقصد الكراهية·· لا··· لكن الإلتزامات وإيقاع الحياة يفرض أجواء خاصة ليعيش الشخص في هدوء ورفاهية بتكامل الجهود وأي تقصير أو كسل من الطرف الآخر يعيق عملية العيش في الهناء"· وأنا شخصيا لا أرى بدا من معرفة الشريك قبل الزواج لأنه في كل الحالات ستكون هناك نقطة فراغ يتم اكتشافها فيما بعد·· صراحة ليس هناك معيار ثابت فقد تعرف الشخص وتعيش سعيدا أو تتخبط في الشقاء·· وعلى كل حال يبقى الزواج قضاء وقدر ينجح وقد ينهار لأسباب تافهة جدا وقد يتم المشوار على مضدالخطبة كفيلة بكشف المستور! يعلق الكثير من الشباب الآمال على فترة الخطوبة لكشف الأسرار والخبابا واختبار الآخر، خصوصا أنها الفترة الهامة والحاسمة في حياة كل مقبل على الزواج كونها تفسح له مجال المواصلة أو صرف النظر عن الأمر وهذا أحسن بكثير من حدوث الطلاق بعد الزواج يقول عبد الرحمان 38 سنة أعزب "نحن كمسلمين لدينا الفرصة الذهبية لاكتشاف الاخر خلال فترة الخطوبة، حيث يتسنى للخطيبين الجلوس والحديث في مختلف مناحي الحياة طبعا بدون تجاوز الحدود وعندها سيتمكن كل طرف من معرفة نمط تفكير الآخر، وأنا أرى أنها أنسب فترة لاتخاذ القرار، لأنه حتى خلال محاولة معرفة الشريك بعيدا عن هذا الإطار تبقى هناك ملابسات، لكن الحديث عن الخطبة معناه أن الأمر جاد ويأخذ منحنى التفكير السليم والصريح، والدليل أن الكثير من الأشخاص ينفصلون بعد الخطبة وقبل الزواج وهذا أقل الأضرار، فالمرأة لن تأخذ لقب "مطلقة" على عاتقها وفي نفس الوقت يتفادى المرء الكثير من الصدمات، كما يستطيع الشخص أيضا تصحيح أخطائه إن استطاع· الزواج التقليدي أحسن! فورما طرحنا سؤالنا على خالد 34 سنة، بادرنا هو الآخر بسؤال·· وماذا عن زواج الأجداد أليس ناجحا؟! سؤاله أيضا حمل إجابة تحمل مد لولات اعتقاده في الموضوع حيث أكد على نجاح الآلاف من الزيجات التقليدية و فشل عشرات الآلاف من الزيجات المنظمة أو التي تم التعارف فيها بين الزوجين يقول "أنا شخصيا أؤمن أن الحب يأتي بعد الزواج بفعل العشرة والإحترام والتفاهم، فأجدادنا لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض·· كما أن المرأة لم تكن تعرف زوجها إلا ليلة الدخلة، صراحة لقد تعرفت على الكثير من الفتيات ورغم أني كنت أكن نوايا طيبة في أعماقي إلا أن معظم علاقاتي العاطفية باءت بالفشل، ولست ألقي اللوم عليهن، فهناك حالات أذنبت فيها وأخرى كنت ضحية، لكن عندما أفكر بالزواج سأوكل لوالدتي مهمة اختيار بنت الفاميليا الجميلة الطائعة، فأنا شخصيا أبحث عن هذه الصفات في زوجة المستقبل والتي أرى أنها مهمة لحياة زوجية هادئة·