سكان ”خناق مايون” بسكيكدة يحتفلون بعيد فاكهة ”اللّني” السنوي ما يزال سكان بلدية خناق مايون الواقعة بأقصى غرب سكيكدة، بالمصيف القلي، والمقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف ساكن، يولون أهمية بالغة لشجرة القطلب أو كما تعرف باللهجة المحلية ب ”اللّني” أو باللهجة الأمازيغية عند أهالي المنطقة ب ”السسنو” أو شجرة ثمرة الكرز البري، من خلال الاحتفال السنوي الذي دأبوا على إحيائه في كل فصل شتاء، وهو موسم جني هذه الثمرة اللذيذة من خلال إقامتهم لاحتفالات شعبية تجسد إحدى عادات وتقاليد المنطقة، على اعتبار أن السكان يعتبرون أن تلك الثروة الغابية المشكلة من هذا النوع من الأشجار المتواجد بكثرة في منطقتهم والمقدرة، حسب رئيس البلدية، بأكثر من 70 بالمائة من المساحة الغابية تدخل ضمن التراث الثقافي والطبيعي للمدينة. وحسب جمعية الأصالة التابعة لبلدية ”خناق مايون” التي تسعى جاهدة إلى تثمين كل ما له علاقة بتراث المنطقة، فإن تنظيم عيد سنوي لشجرة ”اللنّي” على مستوى هذه المنطقة، إنما يندرج في إطار إعادة الاعتبار لها، كونها تعد من بين أقدم الأشجار تواجدا بالمنطقة، وبمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وجنوب وغرب آسيا، مما دفع أهالي خناق مايون إلى العناية بها وتشجيعهم على الحفاظ عليها أو إعطاء أهمية لعملية جني محصول ثمرة الكرز البري وتسويقه، لما فيه من قيمة غذائية وصحية كبيرة، من خلال تنظيم معارض مختلفة تعرّف بالفوائد الصحية لهذه الشجرة وأصلها، إلى جانب تنظيم مسابقات حول أحسن كعك أو مربى باللّني، وأحسن عرض لمنتوج هذه الفاكهة. ما تزال العديد من العائلات ليومنا هذا تستعمل الكرز البري في صناعة المربى التقليدي، كما تعد المنطقة الوحيدة تقريبا على مستوى الولاية وحتى الوطن، المتخصصة في إنتاج العسل المر المرتبط بهذه الشجرة الذي يكثر الطلب عليه لفوائده الصحية الكبيرة. للعلم، فإن هذه الشجرة التي قيل لنا بأن أصلها إغريقي، متوسطة الحجم، رائعة الجمال، يصل علوها إلى أكثر من 10 أمتار، دائمة الخضرة، تتواجد مع أشجار السندان والبلوط، يبدأ تلون ثمارها باللون الأزرق، ثم تصبح خضراء، فصفراء إلى أن تصير خلال فصل الشتاء عند النضج حمراء قرمزية، وإلى جانب جمالها فهي غنية بفيتامين (س)، كما أن طعمها مزيج بين الكيوي والكرز وبرتقال المندرين. وكان الأقدمون وما يزال العديد من آهالي المنطقة، يستخدمون ثمرة ”اللّني” في علاج العديد من الأمراض، كالأكزيما المرتبطة بالنقرس، مرض وآلام الروماتيزم، وآلام المفاصل خاصة المفاصل الكبيرة كالركبة والمرفقين، كما تستعمل في علاج آلام الظهر ومشاكل البول المتقدمة المتعلقة بالمثانة والبروستات.