أصبحت تستهوي المستهلك الوهراني أصبحت الفاكهة البرية - اللنج- ذات اللون الأحمر القرمزي تكتسح الأسواق بشكل ملفت للإنتباه وتستهوي المستهلك الوهراني الذي يقبل حاليا على اقتنائها مهما غلت أسعارها، نسرين.ع وتعرف هذه الفاكهة عند الوهرانيين بضيفة الأسواق، كونها من الفواكه التي لا تعمر طويلا في الأسواق ونطاق استهلاكها محدودا، كما أصبحت ذات الذوق الخاص واللذيذ والتي لها منافع صحية وتنمو بالمناطق المحاذية للجبال والغابات في السنوات الأخيرة تزاحم فواكه أخرى بالأسواق سواء من حيث العرض أو السعر. ومع نهاية الخريف وبداية موسم الشتاء، يعرض هذا النوع من الفواكه الذي يشبه الفراولة بعدة أسواق وهران منها سوق الأوراس بوسط المدينة وسوق ابن عقبة بحي المدينةالجديدة وينافس ثمار أخرى منها -الكيوي و الأفوكا-. ونظرا لإقبال المستهلكين عليها أصبحت هذه الفاكهة في السنتين الأخيرتين، مصدر رزق عدد كبير من الشباب الذين يصعدون إلى الجبال لقطفها وإدخالها للسوق بأسعار قد تصل إلى 200 دينار لوزن 250 غرام، كما أنّ هذه الفاكهة تباع أيضا على حافة الطرقات ما بين ولايتي وهران وعين تموشنت بثمن لا يتجاوز 20 دينار حسب ما لاحظه العديد من المواطنين. ويعود غلاء هذه الفاكهة المعروفة باللغة العربية باسم -القطلب الإغريقي-، لكون فترة بيعها قصيرة لا تتعدى شهرا لكونها سريعة التلف ولا يمكن الاحتفاظ بها بعد الجني أكثر من أسبوع، لاسيما إذا تم قطفها في مرحلة نضج متقدمة، حسبما أوضحه جمال الدين تاجر بالسوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم أربعاء بحي العثمانية يبيعها في أكياس من ورق. وقد ساهمت في وفرة فاكهة – اللنج- الأمطار الغزيرة التي تساقطت هذا الموسم الحالي فضلا عن المناخ المناسب لنموها، وكذا تضاريس منطقة غرب البلاد المعروفة بغاباتها وجبالها حسب ما أوضحه فلاح من بلدية بوتليليس الذي تعد خزانا حقيقيا لنبتة – السانسو-. ومن جهة أخرى، يساهم موسم قطف وتسويق هذه الفاكهة خلال السنوات الأخيرة في خلق مناصب شغل مؤقتة للشباب العامل على قطفها ونقلها وبيعها، ومورد مالي إضافي للفلاحين القاطنين بالمناطق الفلاحية المحاذية للجبال، حسب ما أشير إليه. وفي سياق متصل يرى حسين 35 سنة وله خبرة واسعة في قطف –الساسنو- أنه:- من الضروري إعادة الاعتبار لشجرة اللنج وجعلها شجرة أساسية على غرار باقي الأشجار المثمرة التي حظيت باهتمام كبير في برامج التجديد الريفي ودعم غراستها خاصة وأن هذه النبتة ذات قابلية كبيرة للنمو بالمناطق الجبلية والتكيف مع مناخ البحر الأبيض المتوسط -. ومن الناحية الطبية والتداوي فإن فاكهة –الساسنو- تستعمل في معالجة بعض الأمراض التي تكثر في موسم الشتاء مثل –الرشح- نظرا لغناها بفيتامين - سي-، فضلا عن أن أورقها التي تباع عند بعض العشابين تستعمل كدواء لأمراض إلتهاب المفاصل والظهر وأمراض الجهاز البولي والإسهال وتصلب الشرايين. وعلى صعيد آخر يشكل جمال أغصان شجرة –اللنج- الكثيفة الأفنان و أوراقها ذات اللون الأحمر الغامق، مصدر إلهام بعض الحرفيين الذين يصنعون منها أدوات ديكور و تزيين منزلي.