انتقد رئيس لجنة التربية والتكوين المعنية بالمجلس الشعبي، السيد محمد الطاهر ديلمي، كيفية ترميم المؤسسات التربوية القديمة بولاية الجزائر، التي تعد إرثا معماريا لابد من الحفاظ عليه، غير أن كل الميزانيات المالية التي خصصت للمشروع المتعلق بترميم أقدم عشر ثانويات بولاية الجزائر، والمقدرة ب 5 ملايير دينار، لم تستغل استغلالا أمثل، حيث حمل مديرية التجهيز مسؤولية عدم متابعة الأشغال التي تعلق عليها لجنة التربية آمالا كبيرة، لاسيما في الحفاظ على طابعها المعماري المميز. أفاد رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة، بأن نوعية الأشخاص الخاصة بالترميم رديئة جدا، ولم تحترم التصاميم المعمارية القديمة لكل مؤسسة تربوية، لاسيما أن ولاية الجزائر تتوفر على 10 مؤسسات تربوية قديمة جدا، منها ما شيد خلال فترة تواجد الأتراك بالجزائر، وما شيد خلال الفترة الاستعمارية. وأشار نفس المسؤول إلى أن غياب مؤسسات مختصة في ترميم الهياكل المعمارية القديمة، وعدم متابعة مديرية التجهيز للمشروع وراء الأشغال الرديئة التي لم تكن في المستوى المطلوب، وهو ما وقفت عليه اللجنة الوصية بالمجلس الشعبي الولائي خلال خرجتها الميدانية التي شملت معاينة ثانوية حسيبة بن بوعلي ببلدية القبة، مشيرا في معرض حديثه إلى أن المؤسسات التي فازت بمناقصات إعادة ترميم المؤسسات التربوية القديمة، وفي مقدمتها الثانويات، لم تحترم دفتر الشروط المتفق عليه الذي يلزم المؤسسات باحترام الطابع المعماري لكل مؤسسة تربوية، مع اعتماد معدات ووسائل خاصة في الترميم، وإحضار نفس المواد الأولية التي استعملت في تشييد القديمة منها، وهو الأمر الذي تسبب في عملية ترميم سيئة، لم تراع طبيعة التصاميم المعمارية القديمة، حيث حملت لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي المسؤولية مديرية التجهيز وبصفتها الجهة الوصية المكلفة بمتابعة الأشغال، بعد أن خصص للمشروع ميزانية معتبرة. وتابع المتحدث، أن اللجنة الوصية بالمجلس ستذكر كل الملاحظات التي سجلتها خلال خرجاتها الميدانية، ضمن التقرير المفصل حول وضعية القطاع والمؤسسات التربوية بولاية الجزائر، حيث سيعرض الملف بحضور والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، من أجل التطرق إلى النقائص والحلول الإستعجالية. تجدر الإشارة إلى أن مصالح ولاية الجزائر انطلقت في عملية ترميم عشر ثانويات تعد الأقدم بالعاصمة بعد أن خصصت الجهات الوصية أزيد من 5 ملايير دينار لإعادة تهيئة، وترميم كل الثانويات العشر التي تعد من بين أقدم الهياكل التربوية بالعاصمة وتعود في أغلبها إلى الفترة الاستعمارية، حيث انطلقت الأشغال الأولى على مستوى ثانوية “الإخوين عروج وخير الدين بربروس” بمحاذاة الجامعة المركزية، لتتواصل بقية الأشغال إلى الثانويات الأخرى. وأفادت مصادر مطلعة من ولاية الجزائر “أن برنامج إعادة تهيئة وترميم العشر ثانويات الأقدم بالعاصمة جاء بأمر من والي العاصمة السابق خلال السنوات الماضية، إلا أن الأشغال تم استئنافها مؤخرا لاسترجاع الحالة الطبيعية للهياكل التربوية التي تعود إلى الفترة الاستعمارية. وأضافت نفس المصادر في حديثها ل«المساء”، “أن القيمة المالية التي رصدتها مصالح ولاية الجزائر بلغت 5 ملايير دينار لمباشرة كل أشكال التهيئة الداخلية والخارجية مع الإبقاء على الطبيعة المعمارية للثانويات التي تمتاز بهندسة خاصة، و يتعلق الأمر بكل من ثانوية “الأمير عبد القادر”، “عقبة” بباب الوادي، “بوعمامة” ببلدية محمد ببلوزداد، الإخوين “عروج وخير الدين بربروس”، “عمر راسم”، “وريدة مداد”، “عمارة رشيد”، “ابن الهيثم”، و«حسيبة بن بوعلي”. تابعت نفس المصادر أن برنامج إعادة تهيئة الثانويات العشر الأقدم بالعاصمة تم الإعلان عنه في السنوات الماضية، إلا أن العملية تعتبر من بين البرامج الخاصة التي تستدعي ميزانية ضخمة ومختصين للقيام بمثل هذه الأنواع من الترميمات، تحت إشراف ولاية الجزائر وعلى عاتق ميزانيتها في إطار استرجاع أكبر قدر ممكن من الهياكل التعليمية القديمة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية وتمتاز بطابع عمراني خاص جدا.