130 مليار سنتيم ل 10 ثانويات يعود تاريخ بنائها لأكثر من قرن خصصت ولاية الجزائر غلافا ماليا بقيمة 130 مليار لترميم وصيانة 10 ثانويات بالعاصمة تعود فترة إنشائها لأكثر من قرن من الزمن وتعد تحفة تاريخية وجب الاعتناء بها، والحفاظ على وجهها المعماري القديم من خلال اختيار مواد البناء والهندسة المعمارية القديمة لها، غير أن فراغ الساحة من شركات بناء مختصة في ترميم البنايات القديمة ورفض مديرية التربية تحويل التلاميذ من الثانويات المعنية عرقل تقدم الأشغال التي انطلقت منذ قرابة سنة بسبع ثانويات فقط. وقد توجه اهتمام السلطات المحلية لولاية الجزائر وبالأخص مديرية التجهيزات العمومية مؤخرا وبأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى هياكل الثانويات القديمة التي يعود تاريخ إنشائها لأكثر من قرن مضى، منها ثانوية الأمير عبد القادر أقدم بناية بالعاصمة والتي يعود تاريخ إنشائها إلى 149 سنة، ثانوية بربروس 106 سنوات، عقبة بن نافع 100 سنة، وريدة مداد 94 سنة، الشيخ بوعمامة 92 سنة، ابن الهيثم 82 سنة، عمر راسم 74 سنة، عمارة رشيد 55 سنة، حسيبة 53 سنة وعبان رمضان 51 سنة، وتم تخصيص غلاف مالي معتبر للعملية يقدر ب 130 مليار سنتيم. وحسب مدير التجهيزات العمومية السيد بدر الدين دبوش، فقد تقرر تخصيص لكل ثانوية بين 10 و15 مليار سنتيم وذلك بالنظر إلى المساحة ونوعية الأشغال التي ستجري بكل ثانوية، حيث انطلقت أشغال الترميم والصيانة بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر التي ساهمت بتحديد قائمة الخبراء الذين شاركوا من قبل في ترميم القصبة العتيقة، مادامت هياكل الثانويات المعنية مصنفة ضمن المعالم الأثرية التي يجب المحافظة عليها، وعليه يقول مدير التجهيزات العمومية أن الأشغال التي تتم على هذه الثانويات تتم وفق ضوابط وقواعد صارمة مع استغلال مواد بناء تتماشى والهيكل القديم، وهو الأمر الذي عرقل تقدم الأشغال بسبب انعدام مثل هذه المواد بالسوق الوطنية. من جهة أخرى، فإن الأشغال تتم على مستوى سبع ثانويات فقط بعد أن فشلت المديرية في إيجاد شركات بناء لثلاث ثانويات بسبب مساحتها الكبيرة وموقعها وسط النسيج المعماري مما يعرقل عملية الأشغال، وعليه أشار مسؤول المديرية انه تقرر تقديم تراخيص للشاحنات لنقل مستلزمات الترميم نهارا، غير أن الإشكال الذي طرأ عبر كامل المؤسسات التي تشهد عمليات الترميم هي رفض مديرية التربية لإخلاء الثانويات المعنية، وعليه فإن كل عمليات الترميم تتم ليلا أو نهاية الأسبوع، ويقول المهندس عبد الوهاب زكار أن العمال يقومون بنقل التلاميذ من جهة إلى أخرى لتسهيل عملية تقدم أشغال الترميم. وبخصوص المعوقات التقنية التي واجهتها الشركات على ارض الميدان، أشار المتحدث إلى تدفق كميات هائلة من المياه سواء على أسطح البنايات أو تحت الأرض، وهو ما يستوجب التدخل لإصلاح الأعطاب التي سببتها هذه المياه المتراكمة وإعادة للثانويات وجهها السابق مع الحرص على المحافظة على القيمة التاريخية. كما أكد المهندس أن أشغال الترميم ستأخذ أكثر من وقتها بسبب نوعية التدخلات التي ستتم مع ضرورة تغيير بعض مواد البناء بأخرى تتماشى في مقاييسها والمعطيات التقنية في مجال ترميم المعالم الأثرية، حيث ستعرف هذه الثانويات نفس الأشغال التي تمت بالقصبة العتيقة. ويذكر أن عملية دراسة مشاريع ترميم الثانويات تمت على مستوى خمسة مكاتب متخصصة في هذا المجال. وينتظر أن يتم اختيار شركات بناء لانطلاق أشغال الترميم في الثانويات الثلاث المتبقية مع الحرص على تذليل كل العقبات لتتم الأشغال في ظروف جيدة خاصة إذا علمنا أن الثانويات المعنية تتواجد وسط النسيج المعماري ولا يمكن إخلاؤها من التلاميذ.