يدرك كل عاقل أن المخدرات خطر بكل المقاييس، دمار شامل.. للنفس والأسرة والمجتمع واقتصاد البلاد. لن نتحدث عن أسباب جنوح الأشخاص نحو الإدمان لأنه لا يمكن حصرها في سبب أو آخر، حاولت “المساء” الوصول إلى البعض منها وإعطاء بعض الحلول على لسان المختصين، لكن يمكننا التأكيد أنه ما دامت موجودة فهناك من يتعاطاها لأن هناك من يروجها، وهذا ما يجعل مكافحة الظاهرة تحتاج إلى تضافر مزيد من الجهود من كل الجهات المعنية. لعل الشباب، خاصة المراهقين، يمثلون “أمل” أولئك المروجين في تحقيق الأرباح من وراء تدمير هذه الشريحة التي تعتبر” أمل” كل مجتمع في تحقيق غد أفضل. وللمراهقين تحديدا نقول؛ إن مواجهة مشكلة ما في بداية انفتاحهم على الحياة المجتمعية لا يعطيهم الحق في الإدمان، وأخص تحديدا البنات لأنهن الفئة الأكثر هشاشة، فقد يجعلهن انكسار قصة عشق هزيلات، فيلجأن إلى الإدمان كحل لنسيان الخيبة، ولنكون أكثر وضوحا، فإن الدكتور بلهندوز المختص في معالجة الإدمان أكد لنا أن 15 % من أسباب الإقبال على إدمان المخدرات هو.. العشق! نحن لا نُجرّم الأحاسيس بين الجنسي،ن لكن بودنا أن يكون الأبناء أكثر صلابة لأن نهاية قصة لا تعني نهاية الحياة، تماما عند عدم الحصول على وظيفة أو حصول أي مشكلة اجتماعية بالنسبة للشباب، لا يعطيهم حق التوجه إلى المخدرات الهروب من المشكلة أو الواقع المؤلم! إن الدنيا تؤخذ غلابا، على رأي المتنبي، وتحقيق الغايات لا يمكن أن يكون بتعاطي المخدرات، بل تكون النتائج أسوأ وتزيد الوضع سوءا.. تعاطي المخدرات ضياع وهدر للمال فيما يضر الإنسان واعتلال للصحة وتفكك أسري وانحراف الأطفال.. إنها حلقة مفرغة، ويبقى ضحايا الإدمان في تزايد، فإلى متى؟ صحيح أن تقصير الأسرة في القيام بمسؤوليتها التربوية يكون أحد أهم أسباب الجنوح نحو الإدمان، لكنها ليست شماعة تعلق عليها كافة الظواهر الاجتماعية التي تتربص بالأفراد والشباب تحديدا، لأن هشاشة البعض وضعف شخصيتهم وفضولهم السلبي و.. رفقاء السوء تحديدا يجعل الآباء أحيانا غير مُلامين، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال: “مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير”.. فالفراغ يؤدي إذا إلى ما يواكبه عقلٌ واعٍ ومنصب شغل ومنشآت رياضية وترويحية نافعة إلى كل أشكال الإنحراف التي في أكثر الأحيان تبدأ بسيجارة ‘زطلة'..