يعد المطرب معطي الحاج واحدا من بين فناني مدينة وهران، الذين تأثروا بالأغنية الوهرانية الأصيلة وحافظ عليها من خلال الأعمال الفنية التي يؤديها ولم يكن سهلا عليه ولا على أمثاله من الفنانين الذين تشبثوا بالأصالة الصمود أمام موجة أغاني الراي التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة انتشار النار في الهشيم وغزت مناسباتنا وأفراحنا بالكلمات الجارحة لأذن السامع وأصبح يرددها حتى أطفالنا الصغار بدون إدراك منهم. التقينا المطرب معطي الحاج خريج مدرسة ألحان وشباب فكان لنا هذا اللقاء معه. ماهو جديد الفنان معطي الحاج، لاسيما وأنك قليل الظهور أمام جمهورك؟ في الحقيقة هناك دائما الجديد والفنان ينتظر بشوق لقاءه بجمهوره، لكن الشح في المناسبات التي ينظمها القائمون على الثقافة ومنها ولاية وهران وعدم تلقينا دعوات المشاركة عبر الوطن هو ما يحرمنها من لقاء الجمهور العزيز. بالنسبة لجديدي أنا بصدد التحضير لألبوم جديد يضم 6 أغان كلها للمرحوم عتيقي محمد إلى جانب أغنية جديدة خرجت للسوق مؤخرا تحت عنوان ”النار تجيب الرماد”، وتحمل دعوة للأبناء للمحافظة على أوليائهم، وعدم التخلي عنهم قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم وهي الظاهرة السلبية الدخيلة على مجتمعنا المسلم المعروف بالرحمة لاسيما عند ميسوري الحال.
في رصيدك الفني 11 أغنية ألا ترى أنها قليلة مقارنة بمشوارك الفني؟ نعم فكما يعلم الجميع أن تدخل الأستوديو لتسجل أغنية لك يكلف ماديا ولا تجد الدعم ولاسيما وأن المنتجين يبحثون عن نوع الأغاني التي تدر عليهم الأموال الطائلة، كما ذكرت سالفا بدعوى تقديم ما يتماشى مع ما يطلبه السوق والجمهور.
بما أنك خريج مدرسة ألحان وشباب، ما مصير الشباب الذين نجحوا في الطبعات السابقة لمهرجان الأغنية الوهرانية؟ أنا أعرف ماذا تقصدين في كل طبعة من المهرجان تظهر أصوات شابة قوية في الطابع الوهراني الأصيل لكنها سرعان ما تخمد عندما لا تجد من يتبناها ويتكفل بها، وهذا دور مديرية الثقافة التي يجب عليها أن تمد يد المساعدة لهؤلاء، وإلا لم تنظم سنويا مثل تلك المسابقات؟
الكثير من المطربين بوهران يملكون أصواتا رائعة لكنهم يرفضون التمسك بطابع الأغنية الوهرانية التي حسبهم لا يجنون منها أي فائدة مادية؟ هذا بالنسبة لي مسألة مبدأ هناك فنانون من مدينة وهران مثل بارودي بن خدة، سامية بن نابي، حورية بابا وغيرهم، بدؤوا مشاورهم بأداء الأغنية الوهرانية الأصيلة وحافظوا عليها رافضين جميع الإغراءات لدخول عالم أغنية الراي أو الهجرة نحو الخارج حتى في سنوات الجمر التي مرت بها بلادنا.
لكن كيف نحافظ على الأغنية الوهرانية الأصيلة التي تعتبر إرثا تداولته الأجيال على غرار بن زرقة، أحمد صابر، أحمد وهبي، بلاوي الهواري وغيرهم من أعمدة الفن بوهران؟ يجب التفكير في إنشاء مدرسة لتلقين أصول هذا الفن، الحمد الله، عندنا أسماء كبيرة من الملحنين لتسيير هذه المدرسة هم مهمشون الآن مثل الملحن قويدر بركان، رحال الزبير وأحمد بكاي وفي كل مناسبة تطرح الفكرة لكنها تبقى مجرد أمل لا ندري متى سيأخذه القائمون على الثقافة بولاية وهران أو على مستوى الوزارة الوصية بعين الاعتبار، وبالمناسبة أدعو من هذا المنبر الإعلامي إلى النهوض بالأغنية الوهرانية التي تعتبر عنوانا لهذه المدينة الجميلة الرائعة وسفيرة لها عبر العالم، وهي تستحق أن تقام بها عدة مهرجانات للأغنية الوهرانية على مدار السنة وليس مهرجانا واحدا فقط لا يمكنه أن يلبي رغبة جمهور هذا الطابع الغنائي المتعطش لسماعه.
كلمة ختامية؟ شكرا على الاستضافة وأعد جمهوري بلقائه بالجديد من خلال الحفلات.