يشتكي أكثر من 60 تاجرا ببلدية برج الكيفان، كساد تجارتهم بعد ترحيلهم إلى السوق الجديد ”علي أبيلا” الواقعة بالمخرج الشرقي للمدينة، عندما كانوا ينشطون بالسوق الفوضوي اللصيقة بساحة الحصن التركي بحي المرسى، حيث أكدوا أنهم يواجهون وضعية صعبة بهذا المرفق الذي لا يصل إليه المتسوقون بسهولة، مشيرين إلى أن محلاتهم كانت قصديرية إلا أن فوائدهم كانت مضمونة، غير أن ترحيلهم إلى السوق الجديد بحي الضفة الخضراء بشكل مؤقت، بغرض ترميم المعلم الأثري (الحصن التركي) قضى على نشاطهم وذلك منذ 9 أشهر ولم تسأل البلدية عن وضعيتهم إلى حد الآن، وقد لاحظنا في زيارتنا لمبنى السوق وهو عبارة في الأصل عن مشروع ال 100 محل المهيأ للحرفيين، ويعد باعة الخضر والفواكه من أكبر المتضررين من هذه السوق، كونه غير مهيأ لبيع الخضر والفواكه، وأنهم يواجهون مشكل انقطاع واضطراب التيار الكهربائي، فمعظم المحلات لا تصلها الكهرباء، وقد لاحظنا بعين المكان أن باعة اللحوم بنوعيها عاطلون عن العمل، وحسبهم فعند لجوئهم لمصلحة سونلغاز لم تستجب لمطالبهم باعتبارهم يعملون بشكل مؤقت بهذا المرفق، مؤكدين أنه ليس لهم الحق في تغيير هيئة المحلات أو الربط بالكهرباء، وفي هذا السياق ذكرت جمعية الإحسان أنها راسلت رئيس البلدية مطالبة التدخل قصد تسوية وضعيتهم ولكنه لم يتلق ردا إلى حد الآن.
أرضية السوق الفوضوي المسترجعة مرتع للنفايات
يطالب سكان بلدية برج الكيفان السلطات البلدية، باستغلال المساحة المسترجعة بعد إزالة السوق الفوضوي المجاورة للحصن التركي منذ تسعة أشهر والذي أصبح مكانا لرمي النفايات، قصد تحويله إلى مكان للراحة والاستجمام والترفيه بإنشاء حدائق مهيأة وتوفير أماكن لائقة للعائلات، باعتبار موقع الساحة استراتيجيا يطل على البحر من جهة ولصيقا بالحصن التركي الأثري من جهة أخرى، خاصة وأن المدينة يمر بها خط الترامواي الذي يسهل تنقل المواطنين، مما سيعيد الصورة الجميلة للبلدية، وقد وصف لنا أحد مالكي المطعم العائلي المجاور الوضعية ب”الكارثية” متأسفا للحالة غير اللائقة التي آل إليها المكان والتي أثرت سلبا على تجارته، وجعلته يخسر العديد من زبائنه، متمنيا أن تلتفت السلطات إلى المساحة المذكورة واستغلالها بشكل إيجابي لجلب السياح.
قاطنو المحلات التجارية يطالبون بالترحيل
تطالب أكثر من 50 عائلة قاطنة بمحلات تجارية منذ سنوات، بجوار المعلم الأثري بحي المرسى بالترحيل وتخليصها من الوضعية الصعبة التي تعيشها منذ العشرية السوداء، وحسب بعض السكان فإن هذه المحلات المهيأة للحرفيين، التي تفصلها ساحة واسعة تطل على البحر، ومن الجهة الأخرى الباب الرئيسية المطلة على المدينة، لجأ إليها المواطنون آنذاك واتخذوها سكنات لهم، كما قام آخرون بتشييد بيوت قصديرية بسطح مبنى المحلات، وأكد أحدهم أن البلدية لم تعرهم أي اهتمام، سواء بالإحصاء أو إرسال لجنة للنظر في وضعيتهم الصعبة، مطالبين مصالح المقاطعة الإدراية للدار البيضاء وولاية الجزائر النظر في وضعيتهم وإيجاد حل في أسرع وقت ممكن، واسترجاع المحلات لاستغلالها في تنشيط الحركة التجارية الضائعة.
انطلاق ترميم الحصن التركي بعد سنوات من الإهمال
يشهد الحصن التركي بحي المرسى ببرح الكيفان، انطلاق أشغال الترميم بعد سنوات من الإهمال، وتشرف على ذلك وزارة الثقافة عن طريق الديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، وقد لاحظنا في عين المكان بعض العمال الذين شرعوا في الترميم، كما أكد لنا مدير الاتصال للديوان المذكور السيد محمد بن مدور أن الحصن التركي معلم تاريخي كان له دور كبير في حماية الساحل الجزائري، حيث بني من طرف محمد بن حسن في عام 1723، وتعد هذه المرة الثانية التي يرمم فيها هذا المعلم الأثري نظرا لقدمه وموقعه الاستراتيجي القريب من البحر المتعرض للنشاط الزلزالي.