كشف البروفيسور عبد الحميد أبركان رئيس جمعية “واحة” لمساعدة مرضى السرطان عن وجود 3 آلاف سرير مع طاقم من الأخصائيين بقسنطينة لمعالجة المصابين بهذا الداء الخبيث، وهو ما اعتبره شيئا إيجابيا وفي صالح المرضى، خاصة أنه مماثل لما هو موجود بمدينة برشلونة الإسبانية، رغم اختلاف طريقة التكفل والعلاج. أكد البروفيسورأبركان، خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا بفندق سيرتا، بمناسبة اليوم العالمي للسرطان المصادف ل 4 فيفري، أن سرطان الرئة والثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعا وفتكا، وهما النوعان اللذان يتصدران قائمة السرطانات، حيث أثبتت الإحصائيات المقدمة إصابة أزيد من 38 بالمائة من النساء في قسنطينة بسرطان الثدي، يليها تسجيل إصابة 13 بالمائة من الرجال بسرطان الرئة، ليصل عدد الإصابات بالسرطان إلى 4 آلاف إصابة سنويا، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب نقص التوعية وضعف التشخيص. كما أشار المتحدث إلى عدم قدرة المجتمع الجزائري على محاربة هذا المرض، كاشفا عن تقصير مسيري قطاع الصحة في الجزائر للتكفل بمرضى السرطان، وتحضير المؤسسات الاستشفائية الصحية فيما يخص العلاج بالأشعة والأدوية، مشيرا إلى ضعف نظام الإعلام الصحي في الجزائر الذي لا يزال مطروحا حسبه مقارنة للبلدان الأجنبية،التي تقدم أرقاما وتطرح معلومات بخصوص إمكانية تسيير المرض، عكس المعاهد الجزائرية، على غرار المرصد الوطني والجهوي للصحة العمومية اللذين لا يملكان المعلومات حول التغيرات أو التشخيص للأمراض المزمنة، حيث أكد أبركان أن بعض الدراسات الحديثة أثبتت وجود 90 ألف مريض في الوطن، تم تشخيص حالتهم خلال ال 5 سنوات الفارطة، أي بمعدل إصابة 40 ألف حالة كل سنة، كما أن معدل الحياة عند المرضى المصابين لا يتجاوز ال5 سنوات في حال التكفل الصحي، وهي أرقام قال رئيس “جمعية واحة” بأنها بعيدة مقارنة بالدول المتقدمة. كما تم عرض بحث للدكتور مرداسي بالتنسيق مع الجمعية، حول صورة المجتمع الجزائري عن السرطان، والذي انطلق من قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة، مع سبر لآراء الطلبة كشف عن جهل أغلبهم لهذا المرض الذي اعتبروه بمثابة طابوهات في المجتمع مقترنا باليأس والموت. من جهة أخرى، أضاف الأمين العام لجمعية “واحة” لمساعدة مرضى السرطان، السيد أحمد زمولي، أن الجمعية ستشرع خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية في أشغال إنجاز مشروع “دار واحة” لإيواء مرضى السرطان وذويهم، حيث أخذت تسميتها من الجمعية التي بادرت ببناء هذه الدار بالمدينة الجديدة علي منجلي على مساحة 6 آلاف متر مربع، إذ ستسمح بتقديم الإضافة للعملية التضامنية من خلال التخفيف قدر الإمكان من معاناة المرضى وتوفير الراحة لعائلاتهم، خاصة أن المشروع يقوم بإعداد دراسته مجموعة من المهندسين المعماريين المتطوعين. كما أشار نفس المتحدث إلى أن من مهام مشروع “دار واحة” توزيع الأدوية، الإصغاء للمرضى وتقديم الدعم لهم، مشيرا إلى أن هذه الدار لن تكون مكانا لتلقي العلاج أو التشخيص، كما أن المشروع يأتي بغية إثراء الشبكة الجمعوية الوطنية لدور استقبال مرضى السرطان وذويهم، على غرار “دار استقبال البدر” بالبليدة، “الأمل” و”نور الضحى” بالجزائر العاصمة، “النور” بسطيف و”شعاع الأمل” بالجلفة، من خلال تعزيز تضامن المجتمع المدني مع هؤلاء المرضى.