يبدو أن حجم الخلافات بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة كانت أقوى من اتفاق هدنة الأربعة أيام التي توصلوا إليها نهار الخميس لوقف الاقتتال بينهما لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى آلاف المحاصرين في مدينة حمص. فقد توقفت المساعدات فجأة وعاد الوضع الإنساني إلى نقطة البداية بعد أن اندلعت مواجهات عنيفة بين الفرقاء راح كل واحد منهما يحمل الطرف الآخر مسوؤلية البدء في إشعالها. ولم تصمد هذه الهدنة إلا لساعات مكنت 88 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن من مغادرة المدينة قبل أن تقطع قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة السكينة المؤقتة التي سادتها، أكدت السلطات السورية أنها جاءت ردا على خرق الجيش السوري الحر لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه نهاية الأسبوع برعاية أممية. وفجأة أيضا توقفت شاحنات الإغاثة الدولية التي يرعاها الهلال الأحمر السوري على بوابات المدينة في انتظار حصولها على الضوء الأخضر لمواصلة طريقها الى أحياء المدينة المحاصرة منذ ثمانية عشر شهرا وجعلت سكانها يعيشون ظروفا إنسانية قاهرة. وحسب مصادر أممية، فإن المؤن تضم مواد غذائية أساسية وأغطية وأفرشه وألبسة وأدوية ومواد تنظيف مختلفة في محاولة لإنقاذ آلاف الأشخاص الذين بقوا يعانون من نقص فادح لمتطلبات الحياة بعد أن فرضت القوات النظامية حصارا مطبقا على المدينة بقناعة أنها تحولت إلى معقل لعناصر إرهابية، التسمية التي تطلقها السلطات السورية على المعارضة المسلحة. وحسب حاكم محافظة حمص، طلال البرازي، فإن التنظيمات المسلحة خرقت الهدنة صباح أمس بإطلاقها لقذائف ”هاون” على مقر محافظة شرطة المدينة”. وقال إنه طالب ”قادة الجيش النظامي بالتحلي بالتعقل من أجل السماح بترحيل المدنيين المحاصرين من طرف المسلحين في مدينة حمص القديمة”. وهو ما نفاه الجيش الحر الذي أكد في بيان مضاد أن ”القطاعات المحاصرة تعرضت لقصف مدفعي من طرف وحدات الجيش النظامي وخاصة الطريق المؤدي الذي كان مقررا أن تمر عبره شاحنات الإغاثة الإنسانية”.