بدأت اليوم الجمعة عملية تنفيذ أولى خطوات الاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس مع الاممالمتحدة باجلاء عدد من المدنيين خاصة كبار السن منهم من مدينة حمص المحاصرة منذ قرابة العام والنصف في خطوة اشادت بها العديد من دول العالم والمنظمات الدولية. وتوصل محافظ حمص طلال البرازي أمس الخميس مع الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو إلى اتفاق يقضي بخروج المدنيين من المدينة القديمة وإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخلها . فقد بدأت اليوم عملية اخراج عشرات المدنيين من مدينة حمص القديمة المحاصرة بوسط سوريا. وقال التلفزيون السوري الرسمي ان اولى الحافلات التي ضمت مواطنين من كبار السن من حمص القديمة المحاصرة وصلت بعد ظهر اليوم الجمعة إلى خارج المنطقة المحاصرة حيث كان باستقبالها عناصر من الهلال الاحمر السوري. وحسب الأممالمتحدة فان الاتفاق مع الحكومة السورية "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالي 2500 مدني" عالقين بسبب المعارك الدائرة بالمدينة منذ عام ونصف العام. —توقعات بخروج 200 مدني من المدينة وادخال اغاثات انسانية لقرابة 2500 شخص— وتوقع محافظ حمص طلال البرازي خروج 200 مدني اليوم كدفعة اولى من الحي القديم المحاصر إلى مدينة حمص بينما تم ادخال مواد تموينية إلى حمص القديمة. ونسبت وكالة الانباء السورية الرسمية ( سانا) إلى البرازي قوله "من المتوقع خروج 200 مدني كدفعة أولى من حي جورة الشياح باتجاه منطقة الميماس ". من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم ان الهلال الاحمر العربى السورى نشر سيارات اسعاف عند نقاط وصول من يتم اجلاوهم من مدينة حمص القديمة وانه نقل بالفعل أحد المرضى لتلقى العلاج فى الدفعة الاولى من 200 شخص يتوقع مغادرتهم المدينة المحاصرة. وذكرايوان واطسون أن متطوعى الهلال الاحمر لم يدخلوا المدينة وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر غير مشاركة فى العملية. — المجتع الدولي يشيد بخطوة ايقاف اطلاق النار في حمص— أعربت الحكومة السورية عن سعادتها للتمكن من ايجاد امكانية لاجلاء سكان المناطق المحاصرة بمدينة حمص الا انها شددت على ضرروة أن لا تستفيد الجماعات المسلجة من المساعدات الانسانية الموجهة إلى المدنيين . وأعرب نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد عن سعادة الحكومة السورية بعد أن تم أخيرا ايجاد امكانية لاجلاء سكان المناطق المحاصرة بمدينة حمص مشيرا إلى انه بموجب الاتفاق أيضا سيتم ايصال مساعدات انسانية إلى من هم فى حاجة اليها داخل المدينة وقال ان الشرط الوحيد للحكومة السورية فى هذا الصدد هو أن تصل هذه المساعدات إلى المحتاجين اليها فقط والا تقع فى أيدى من وصفهم ب الارهابيين والجماعات المسلحة . كما رحبت الاممالمتحدة بالتوصل إلى هدنة لأسباب انسانية في حمص وقالت انها ستتيح خروج مدنيين من المدينة المحاصرة ودخول المساعدات الإنسانية إليها. وفي هذا الاطار ذكرت منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ في الاممالمتحدة فاليري آموس ان هذه "الاستراحة الانسانية" من شأنها السماح للمدنيين مغادرة حمص القديمة وإلى ايصال المساعدات الأساسية لحوالي 2500 شخص. وشددت على الحاجة لوصول المزيد من المساعدات دون عوائق وبطريقة مستمرة وآمنة للعاملين في المجال الإنساني من اجل توصيل المساعدات إلى ملايين الأشخاص المحاصرين في جميع المناطق التي يصعب الوصول إليها. من جانبها اشادت واشنطن على لسان المتحدثة باسم الخارجية جنيفر ساكي بهذا الاتفاق مذكرة في الوقت ذاته ب "ضرورة القيام بأكثر من ذلك بكثير". وشددت ساكي أن إخلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية ليسا أبدا "بديلا عن توفير المساعدة الإنسانية لمحتاجيها بشكل آمن كليا ومنتظم". واعتبرت المسؤولة الأميركية أن اضطرار المدنيين السوريين لمغادرة منازلهم في حمص بحثا عن الغذاء هو "مأساة" مؤكدة أنه يتعين "إتاحة الوصول بحرية كاملة لموظفي الإغاثة الإنسانية" إلى حمص. أما روسيا فقد اعربت عن أملها بأن يساعد التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار بحمص فى خلق ظروف ملائمة للجولة الثانية من المحادثات فى جنيف 2 التى تبدأ فى جنيف فى 10 فبراير الجاري وأن تكون مثالا جيدا لحل القضايا الانسانية المستعجلة الاخرى. وأشارت وزارة الخارجي الروسية أن الاتفاقية حول وقف اطلاق النار لمدة 3 أيام وايصال المساعدات الانسانية لسكان حمص جاءت نتيجة للمحادثات التى استمرت عدة أيام بين محافظ حمص ومنسق الشئون الانسانية فى سوريا يعقوب الحلو بمشاركة نشطة من السفارة الروسية فى دمشق.