البروفيسور بيار كولونا يدعو إلى الاعتماد على الطب الشخصي في العلاج دعا البروفيسور بيار كولونا من المستشفى الأوروبي جورج بومبيدو بباريس (فرنسا)، الأطباء والمختصين في مجال علاج الأورام السرطانية إلى ضرورة الاعتماد على الطب الشخصي في معالجة أمراض السرطان، أي اتباع الطرق الفردية في العلاج بدل الجماعية، حيث اعتبرها المختص الطريقة الأنجع التي تسمح بعلاج مستهدف، خاصة أنها تساعد على معالجة المصاب بهذا الداء الخبيث وفق الخصائص الجينية والبيولوجية لورمه دون إهمال بيئة المريض وأسلوبه في الحياة. رئيس سابق لإحدى مصالح مركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، متخصص في الأورام السرطانية، وخلال مداخلته في اليوم الدراسي على هامش ملتقى طبي حول “وضعية داء السرطان بقسنطينة” الذي نظم مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان، أكد أن هذا المنهج الذي بدأ يتسع مجال تطبيقه يوما بعد آخر يتضمن “معالجة التشوهات الوراثية للورم الخبيث عن طريق جزيئات ملائمة”، مشيرا إلى وجود عدة طرق علاجية أثبتت فعاليتها في تدمير بعض الأورام من خلال تطبيقها مباشرة على هذه التشوهات الوراثية كيفما كانت المرحلة التي بلغها تطور المرض، مشيرا في سياق حديثه إلى اللجوء إلى العلاج عن طريق عقار “الإيماتينيب” وهو دواء يوفر إمكانية المراقبة الأفضل للمرض، كما يمكن المرضى لاسيما أولئك الذين يعانون من داء “ابيضاض الدم النقوي” المزمن من التعايش بصفة عادية مع مرضهم مثل الأشخاص المصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم. رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة في المستشفى الجامعي بقسنطينة، البروفيسور عائشة جمعة وخلال مداخلتها، انتقدت الظروف التي يعانيها مرضى السرطان بشرق البلاد، خاصة في ظل نقص أجهزة دفع الهواء النووي “اكسيليراتور”، حيث أكدت المتحدثة أن 300 مريض فقط استفادوا من العلاج بين 5000 حالة مسجلة بقائمة الانتظار، وهو ما يتطلب اهتماما أكبر بهذه الشريحة من المجتمع التي يعاني أغلبها في صمت في ظل غياب التكفل الحقيقي مقارنة بالدول الأوروبية، مضيفة أن المراكز المختصة في مكافحة هذا الداء الخبيث تحتاج إلى 29 جهاز آكسيليراتور للاستجابة للطلب ومنح فرص العلاج لجميع المرضى، خاصة أن الجهاز الوحيد الذي يعمل به مركز معالجة الأورام السرطانية لا يسمح بالتكفل بالعدد الهائل من طلبات المرضى، باعتبار أن المركز يقصده المرضى من كل الولايات الشرقية، مشيرة إلى ضرورة الإسراع في تركيب المسرعين الجديدين لتخفيف الضغط عن المركز، بالتالي السماح لعدد كبير من المصابين بالعلاج. من جهته، أكد البروفيسور أبركان رئيس جمعية واحة لمعالجة مرضى السرطان وخلال تقديمه لملخص عن مسح أولي لجمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالوضع الحالي والمستقبلي لواقع السرطان والظروف الديموغرافية، الاجتماعية، الاقتصادية والصحية بولاية قسنطينة، أجرته جمعية “واحة لمساعدة مرضى السرطان” استنادا على دراسات علمية حديثة، أن معدل الإصابة بالسرطان في قسنطينة سيرتفع في كل 100 ألف نسمة من 82.13 حالة إلى 95.58 حالة بالنسبة للرجال، ومن 112.35 حالة إلى 134.28 حالة بالنسبة للنساء في غضون عام 2018، مشيرا في نفس السياق إلى أن عدد الإصابات الجديدة بالسرطان في عاصمة الشرق وصل حاليا إلى 3260 حالة، يأتي سرطان الثدي في مقدمة الأمراض الخبيثة الأكثر تسجيلا عند النساء بنسبة 38 بالمائة، فيما يتصدر سرطان الرئة قائمة الأمراض الأكثر انتشارا عند الرجال بنسبة 13.4بالمائة. أما مدير المستشفى الجامعي، روابحي عبد السلام، وخلال الملتقى الطبي الذي جمع مختصين وأطباء من كامل ولايات الوطن، فأكد أن تجسيد مشروع توسيع مركز مكافحة السرطان واجه العديد من العراقيل والتعقيدات التي حالت دون تجسيده في الآجال المحددة، على غرار وجود ردم قديم وكتل صخرية، مما يستدعي إزالة التراب للحصول على الأرضية الجيدة، إلى جانب وجود أنبوب غاز منحرف وشبكة تصريف مياه قديمة، بالإضافة إلى الأرضية غير المتناسقة بسبب وجود الردم على ارتفاعات مختلفة وصلت حسب القائمين على المشروع إلى أزيد من 5 أمتار، زيادة على مواجهة المشروع لعراقيل إدارية أخرى، كعدم حيازة مكتب الدراسات على عقد للقيام بمهمة مراقبة ومتابعة المشروع منذ فيفري 2011، تاريخ توقف الورشة، إضافة إلى الوضعية الإدارية لمكتب الدراسات التي قال عنها أنها بقيت محجوزة على مستوى هيئة دراسة الصفقات مع رفض صفقة التسوية للدراسات المكملة. وأضاف نفس المتحدث أن رغم هذه العراقيل، إلا أن معالجة السرطان بالمستشفى الجامعي عبد الحكيم بن باديس، وبعد اقتناء المركز للجهاز المسرع الجديدوجهاز السكانير ثلاثي الأبعاد الذي دخل حيز الاستغلال نهاية السنة الفارطة، وتم تشغيله مؤخرابالمركز، يعتبر إنجازا كبيرا، خاصة أنه يعتمد على تقنيات حديثة وجد متطورة ستساهم في التخفيف من معاناة آلاف المصابين بمرض السرطان الذين يقصدون المركز الذي فتح أبوابه سنة 1989 بغية العلاج من هذا المرض الخبيث بكامل ولايات الوطن الشرقية والجنوبية، حيث أكد عدد من أطباء المركز أنه ظل لمدة تزيد عن السنتين غير عملي بسبب نقص العتاد الملائم للتكفل بآلاف المرضى، مما اضطرهم إلى الانتقال نحو مراكز أخرى كالعاصمة، سطيف وعنابة أو البقاء والاعتماد على تقنيات بسيطة وتقليدية، خاصة أن الجهاز رفع عملية التكفل بالمرضى من 250 إلى 300 مريض. أما عن عملية تركيب جهازي دفع الهواء النووي الجديدين، فأضاف السيد عبد السلام أن تفكيك أجهزة الكوبالت القديمة وإزالة المادة النووية التي تحتويها بدأت في شهر ديسمبر الماضي، حيث قام مختصون كنديون بإزالة الجهاز ليعودوا في منتصف الشهر الجاري من أجل تفكيك الجهاز الثاني وتركيب الأجهزة الجديدة، حتى يتمكن هذا الصرح الصحي الأول على المستوى الوطني من التخلص من مشكلة المادة النووية التي تحتويها أجهزة الكوبالت، متصدرا بذلك مراكز مكافحة السرطان بكل من العاصمة والبليدة.