فشلت تشكيلة جمعية وهران في تحقيق الفوز بملعبها للمرة الثانية على التوالي، والثالثة منذ انطلاق مرحلة الإياب، وهو الفوز الذي تنشده حتى تحدث به الوثبة البسيكولوجية، وتضع نقطة النهاية لما سماها مساعد المدرب مرين الحاج فترة الفراغ التي يمر بها فريقه، حيث أجبرته على التفريط في نقطتين ثمينتين أمام ضيفه أولمبي المدية الذي يكون بتحصيله لنقطة التعادل قد تلمس طريقا للخروج من فترة فراغ مماثلة مر بها، وصفها مدربه نغيز بأنها كانت طويلة ومقلقة جدا، وضيعت على فريقه مراتب سهلة في سلم الترتيب، قبل التأكيد على أحقيته بغنيمة ملعب بوعقل في الجولة القادمة عندما يستقبل بملعبه رائد إتحاد سيدي بلعباس. الحقيقة ودون الإنقاص من قيمة وجهد الأولمبي، ليس هو الذي صنع الحدث أول أمس بملعب بوعقل بنقطة التعادل التي انتزعها من الجمعية التي تنافس بقوة على إحدى بطاقات الصعود، وإنما حكم اللقاء السيد بهلول الذي كان بطل مهزلة تحكيمية حقيقية، وكاد يتسبب في ما لا يحمد عقباه بعد نهاية المباراة، بسبب أخطائه التحكيمية البدائية، وأفضحها عدم إشهاره لبطاقة حمراء صحيحة في وجه معدل النتيجة لأولمبي المدية دريفل في الدقيقة ال75، بعد لقطة تمويه من قبله داخل منطقة العمليات، لكن الحكم اكتفى ببطاقة صفراء، تلقاها نفس اللاعب بعد نزعه قميصه فور تسجيله هدف التعديل لفريقه، لكن الحكم لم يدوّن هذا الإنذار، فاختلطت عليه الأمور في اللقطة الثانية، والأدهى أن مساعديه لم يخطراه بذلك، والأخطر أنه رد على احتجاجات ”الجمعاوة” التي طالت بكلمة ”أنا خاطيني”، وكان من نتيجتها طرد مساعد مدرب الجمعية مرين الحاج، واحتج الوهرانيون بدورهم وفي مقدمتهم المدرب كمال مواسة، على ما قالوه بشأن عدم منح فريقه ضربة جزاء شرعية في الشوط الأول، وإشهاره الظالم لبطاقة حمراء في وجه مهاجمهم بن تيبة بسبب احتكاك بسيط وعادي بينه وبين أحد المدافعين داخل مربع العمليات، بحسبهم، وقالوا عنه بأنه يحدث في أقوى المباريات في العالم. فكل هذه الأخطاء قوبلت باحتجاجات شديدة من قبل مسيري، مدربي ولاعبي الجمعية بعد صافرة النهاية، وكادت تتطور الأمور إلى ما هو أكثر وأخطر، ولحسن الحظ أن قوات الأمن كانت حاضرة واستعملت الحكمة، وأحيانا القوة الواجبة حتى تتحكم في الوضع دون انعكاسات سلبية على منشطي هذا اللقاء جميعهم، الذين حمد أغلبهم الله تعالى على أنه جرى دون حضور الجمهور وإلا لحدثت الكارثة.هذه الأخطاء ”المهزلة” جعلت مدرب الجمعية الوهرانية كمال مواسة يصرح عقب نهاية المباراة بما يلي: ”أشكر كثيرا أشبالي على الجهد الكبير الذي بذلوه في هذا اللقاء الذي كان بمقدورنا نيل نقاطه الثلاث لو كان التحكيم نزيها وعادلا ولم يجحف في حقنا، وما شاهدته اليوم ووقفت عنده، يجعلني أقول بأننا دخلنا الكواليس من الباب الواسع، وأن أطرافا لا تريد أن يصعد فريقنا، ويزعجها تواجده في القسم الأول في العام القادم، كما ألوم مسيري فريقنا على عدم دفاعهم باستماتة عن مصالحه، لكننا سنواصل عملنا بكل جدية ”ونيّة” في المقابلات القادمة، وسندافع عن حظوظنا إلى آخر نفس في البطول التي أتمنى أن تتوج فيها فعلا الفرق التي تستحق الصعود”. هذه الحظوظ التي تحدث عنها مواسة، بعثت من جديد عند أولمبي المدية بعد نقط التعادل، بتأكيد مدربه نغيز الذي اعتبر الخرجة الموفقة لفريقه أول أمس، طي لصفحة الخيبات التي امتدت لأشهر، وإقلاع متجدد في البطولة الاحترافية الثانية: ”نستحق هدف التعادل الذي سيحفزّنا في المستقبل على العودة إلى المنصة التي غادرناها منذ أشهر، فنحن على بعد ست نقاط منها، وسنجرب ونقيس إمكانياتنا على تحقيق ذلك في المقابلة القادمة التي سنلعبها في ميداننا أمام الرائد إتحاد بلعباس، أما التحكيم فكان في المستوى”.