أعلن السيد عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بأن الاتحاد يشتغل حاليا بالتنسيق مع الحكومة لتمكين الجزائر من الانضمام للاتفاقية الدولية للعمل البحري التي دخلت حيز التطبيق في سنة 2006، مشيرا إلى انعكاساتها الايجابية على عالم البحارة في حال تطبيقها. وأضاف سيدي السعيد أن الجزائر من بين الدول القلائل التي تولي أهمية قصوى للعمل البحري وقد وقعت على ثماني اتفاقيات في إطار المنظمة الدولية للنقل، وهي اتفاقيات غير معمول بها حتى في بعض الدول المتطورة، لذا فهي اليوم مطالبة بالانضمام إلى اتفاقية العمل البحري التي لم يتم التوقيع عليها بعد. وتحدد اتفاقية العمل البحري 2006 المعايير الدنيا لعمل ومعيشة البحارة العاملين على سفن ترفع أعلام الدول المصادقة عليها. وهي تعتبر خطوة أساسية نحو تحقيق منافسة عادلة للدول وأصحاب السفن الذين لا يزالون حتى الآن يدفعون ثمن المنافسة السعرية من قبل أصحاب سفن لا تحقق المعايير. وهذه الاتفاقية فريدة من نوعها لأنها تهدف إلى تحقيق العمل اللائق للبحارة وإلى تأمين المصالح الاقتصادية من خلال ضمان المنافسة العادلة بين أصحاب السفن العالية الجودة. وهي شاملة وتنص على حق البحارة في العمل ضمن ظروف لائقة. كما أنها تغطي تقريبا جميع جوانب عملهم وحياتهم على متن السفن، بما في ذلك الحد الأدنى للسن، عقود التوظيف، ساعات العمل والراحة، دفع الأجور، العطل السنوية، العودة إلى الوطن عند انتهاء العقد، الرعاية الطبية على متن السفن، السلامة المهنية، الوقاية والحوادث وغيرها من الحقوق الخاصة بالبحارة. ووضعت هذه الاتفاقية لتكون قابلة للتطبيق على الصعيد العالمي وبشكل موحد، بحيث يسهل فهمها وتحديثها. وهي الركن الرابع من أركان النظام التنظيمي الدولي الخاص بالشحن ذي الجودة الممتازة، وهي مكملة بذلك للاتفاقيات الرئيسية للمنظمة البحرية الدولية المعنية بأمن وسلامة السفن وحماية البيئة البحرية.وذكر المتدخلون في هذه الندوة بأن توسيع النقاش بين الدول الأعضاء في الاتحادية الدولية للنقل من شأنه المساهمة في تطوير العمل البحري من خلال الاستفادة من تجارب كل الدول لتحسين القواعد والقوانين المعمول بها لجعل الاتفاقية تتطابق مع خصوصيات كل دولة ترغب في الانضمام إليها. وفي هذا السياق، دعا السيد سيدي السعيد إلى تفعيل العمل النقابي للنهوض بعمل البحارة وتحسين أوضاعهم من خلال التضامن الحقيقي والعمل المشترك مع كل المنظمات النقابية في العالم لجعل القوانين تساير التطورات التي تعرفها سوق العمل التي عرفت تغيرات كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية. وعبر المتحدث عن استعداد نقابته للتعاون مع النقابات العالمية لتحسين واقع العمال والخروج بنتائج لترقية عالم الشغل، غير أنه رفض رفضا قاطعا أن تستغل هذه الفرص لمحاولة التدخل في الشؤون النقابية الجزائرية، حيث قال بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي ضحى بعدة نقابيين منذ الثورة الجزائرية يرفض اليوم أساليب التدخل. مؤكدا بأن الاتحاد الذي يعد أكبر تمثيل نقابي في المنطقة العربية والإفريقية لا يسمح لأي طرف بأن يعطيه دروسا في الممارسة النقابية.