أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس، بنيامي، خلال الاجتماع الوزاري الثالث حول تعزيز التعاون الأمني وتفعيل الهندسة الافريقية للسلم والأمن في الساحل أن هذا المسار الذي أطلق في نواكشوط في مارس 2013 يشكل إطارا هاما للتفكير والعمل لصالح تعاون إقليمي مهيكل، مضيفا أن هذا "المسار الواعد يشكل عنصرا محوريا للأمن الإقليمي يستفيد من شرعية رزنامة الاتحاد الافريقي للسلم والأمن ويحظى بالتزام البلدان الأعضاء ودعم الشركاء وإسهام الآليات الإقليمية . وأشار السيد لعمامرة، من جهة أخرى، إلى أن مسار نواكشوط هو "آلية موجهة للعمل بفضل تحديد وتنفيذ إجراءات عملية تهدف للقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة تراعي العبر المستخلصة من أزمة مالي"، ملحا على ضرورة "التعاون والتكامل" بين مختلف المبادرات الخاصة بالساحل وذكر بأن "التنسيق الاستراتيجي ضروري"، كما أشار إلى أن هذا التنسيق بإشراف الاتحاد الافريقي "يرمي إلى تفادي ازدواجية مناصب الشغل ومنح قيمة مضافة لعمل المؤسسة على المستوى الإقليمي". وأبرز المشاركون في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث لمسار نواكشوط المنعقد أمس بنيامي (النيجر) دور الجزائر المحوري في تعزيز السلم والأمن بمنطقة الساحل الصحراوي، وأكد وزير الشؤون الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في تصريح للصحافة على هامش أشغال الاجتماع أن "الجزائر تلعب دورا محوريا في تعزيز السلم بمنطقة الساحل"، مشيرا إلى أن "الجزائر تتمتع بتصور شامل حول التعاون القاري"، مؤكدا بأنه يجب "تعزيز هذا الدور بإرادة سياسية قوية للبلدان الأخرى بالمنطقة" كما شدد على ضرورة إقامة تعاون "فعلي" بين بلدان المنطقة لمواجهة تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان. ومن جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية النيجر، محمد بازوم، أن الجزائر تلعب "دورا محوريا" في تعزيز الأمن بمنطقة الساحل، مضيفا أن "هذا البلد يجند الكثير من الوسائل لاسيما لمكافحة انعدام الأمن بهذه المنطقة"، مشيرا إلى أن الجزائر الواقعة في قلب فضاء الساحل الصحراوي تجاورها بلدان متضررة إلى حد كبير من انعدام الأمن، واعتبر أن "الجزائر مدعوة إلى لعب دور محوري مثلما تقوم به من خلال دبلوماسية فعالة يقودها رجل ذو خبرة وهو السيد رمطان لعمامرة وبفضل هذا البلد سنتمتع بحركية تمكننا من تعزيز الأمن أكثر فأكثر في منطقة الساحل الصحراوي". وسجل رئيس دبلوماسية النيجر أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة غاو (مالي) والمتعلقة باختطاف فرقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي تبنتها الحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية "تبرز بشكل جلي هشاشة الوضعية في منطقتنا ومن شأنها استوقافنا أكثر حول الضرورة الملحة لتعاون مكثف ومعزز بين الأطراف المؤهلة"، موضحا في هذا الصدد أن لقاء نيامي يشكل فرصة سانحة لمناقشات "معمقة" حول الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. من جهته، أشار الممثل السامي لبعثة الاتحاد الافريقي حول مالي والساحل بيار بويويا إلى أن الجزائر تعد بلدا هاما في منطقة الساحل الصحراوي، مضيفا أن الجزائر "تعتبر بالنسبة لنا بلدا هاما في منطقة الساحل الصحراوي لاسيما وأنها تلعب دورا كبيرا في تعزيز السلم بالمنطقة"، مبرزا في هذا الشأن التعاون "الوثيق" للجزائر مع عدد من البلدان بهذه المنطقة على الصعيدين الأمنيوالاقتصادي، مضيفا أن "الجزائر تعتبر أقوى بلد في مجال التنمية ونحن نعول عليها لإقامة روابط فعلية بين الجزء الواقع ما وراء الصحراء والجزء الشمالي من الصحراء". للتذكير انطلقت أشغال الاجتماع الوزاري الثالث للبلدان الأعضاء في مسار نواكشوط، صبيحة أمس، بنيامي، بمشاركة رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة، ويهدف هذا اللقاء إلى تعميق مسار نواكشوط الرامي إلى تبادل المعلومات والأمن على مستوى الحدود إضافة إلى تعزيز قدرات مصالح الأمن والاستعلام بمنطقة الساحل الصحراوي، كما يتضمن المسار أيضا التفاعلات مع المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية وكذا مع الأممالمتحدة والشركاء الدوليين. ومن جهة أخرى أجرى السيد لعمامرة، أمس، محادثات ومشاورات بنيامي (النيجر) على هامش هذا الاجتماع الوزاري مع عدد من نطرائه الافارقة وممثلين عن منظمات اقليمية ودولية تناولت واقع وافاق الوضع السياسي والامني بمنطقة الساحل ومشروع استراتيجية الاتحاد الافريقي حول الساحل ومسائل أخرى ذات الاهتام المشترك. وفي هذا السياق، التقى رئيس الدبلوماسية الجزائرية بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجبة والتعاون وإدماج النيجريين بالخارج محمد بازوم. كما تحادث على التوالي مع وزراء شؤون خارجية مالي زهابي ولد سيدي محمد والليبي محمد عبد العزيز والتشادي موسى فكي محمد. ومن جهة أخرى، تبادل السيد لعمامرة الرؤي مع رئيس لجنة التنمية الاقتصادية لدول غرب افريقيا كادري دزيري اويدراوغو والممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة رئيس بعثة الاتحاد الافريقي حول مالي البير كوندرز. وأجرى وزير الشؤون الخارجية مشاورات مع الممثل السامي لبعثة الاتحاد الافريقي حول مالي والساحل رئيس بورندي السابق بيار بويويا وكذا مع ممثل السلم والأمن بالاتحاد الافريقي اسماعيل شرقي والممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا السعيد جنيت.