رؤساء المخابرات يتفقون على ضرورة تقليص آجال إرسال المعلومات العملياتية العاجلة بين دول الساحل أبرز المشاركون في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث لمسار نواكشوط المنعقد، أمس، بنيامي بالنيجر، دور الجزائر المحوري في تعزيز السلم والأمن بمنطقة الساحل الصحراوي. وأكد وزير الشؤون الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، في تصريح للصحافة، على هامش أشغال الاجتماع، أن ”الجزائر تتمتع بتصور شامل حول التعاون القاري”، مؤكدا بأنه يجب ”تعزيز هذا الدور بإرادة سياسية قوية للبلدان الأخرى بالمنطقة”. وقال وزير خارجية النيجر محمد بازوم إن الجزائر تلعب ”دورا محوريا” في تعزيز الأمن بمنطقة الساحل، مضيفا أن ”هذا البلد يجند الكثير من الوسائل لاسيما لمكافحة انعدام الأمن بهذه المنطقة”. واعتبر أن ”الجزائر مدعوة إلى لعب دور محوري مثلما تقوم به من خلال دبلوماسية فعالة يقودها رجل ذو خبرة وهو السيد رمطان لعمامرة”. ومن جهته أشار الممثل السامي لبعثة الاتحاد الإفريقي حول مالي والساحل، بيار بويويا، إلى ”أن الجزائر تعد بلدا هاما في منطقة الساحل الصحراوي وأنها تلعب دورا كبيرا في تعزيز السلم بالمنطقة”. للتذكير انطلقت أشغال الاجتماع الوزاري الثالث للبلدان الأعضاء في مسار نواكشوط بنيامي بمشاركة رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة. واتفق الاجتماع ال4 لرؤساء مصالح الاستعلام والأمن لدول منطقة الساحل - الصحراوي المنعقد يومي 17 و18 فيفري الجاري بنيامي، على اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل تقليص آجال إرسال المعلومات العملياتية العاجلة، ما بين مختلف مصالح الاستخبارات لدول الساحل. كما أعرب المشاركون في الاجتماع مجددا عن التزام منظماتهم وبلدانهم على مواصلة العمل دعما لمسار نواكشوط الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الموريتانية يوم 17 مارس 2013. وقد شاركت كل من الجزائر وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسينغال والتشاد، إضافة لمفوضية الاتحاد الإفريقي وبعثة الاتحاد الإفريقي حول مالي ومنطقة الساحل والمركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب ووحدة الدمج والاتصال في هذا اللقاء. وأشار المتدخلون أيضا إلى الروابط القائمة مع النشاطات الإجرامية العابرة للحدود، لاسيما المتاجرة بالمخدرات (الكوكايين والقنب الهندي) وانتشار الأسلحة الخفيفة وذات العيار الصغير، إضافة إلى التهديد المرتبط بعودة عناصر إرهابية إلى المنطقة كانوا قد توجهوا ليحاربوا في بعض مناطق العالم. ومن جهته أكد محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الدبلوماسي الجزائري إسماعيل شرقي أنه ”أمام التهديد المحدق بحدودنا، يتعين على مسار نواكشوط إعطاء طابع منتظم أكثر لمسعاه والابتكار باستمرار للتكيف مع التحولات المسجلة في الميدان”. قال في هذا الصدد إنه ”على هذا المسعى التضامني خلق وحدة في العمل حيال المبادرات المتفرقة التي تؤخذ من أجل الساحل غالبا دون استشارة الدول المعنية والاتحاد الإفريقي”. ومن جهته، أشار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل إفريقيا الغربية، سعيد جنيت، إلى أهمية مسار نواكشوط بالنسبة للمنطقة التي تواجه تحديات أمنية كبرى، مؤكدا أن رفع هذه التحديات قائم على ”رؤية مشتركة وجهود جماعية”. وأكد رئيس لجنة التنمية الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، كادري ديزيري أويدراوغو، من جهته، أن إستراتيجية لجنة التنمية الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول الساحل ”تكمل مقاربة الأمن الإقليمي من خلال إدخال كل العناصر المتميزة التي تمكن من تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي”.