قال عمر بلعطوي المدرب الجديد القديم لمولودية وهران، إن الانطلاقة الحقيقية لفريقه ستكون في الجولة القادمة، التي سيستقبل فيها بملعبه أحمد زبانة اتحاد الحراش، مبديا تأسفه الشديد على الخسارة التي تكبّدها أشباله نهاية الأسبوع الماضي أمام شباب قسنطينة، وعدم تمكنهم من الاستثمار في الوضعية الصعبة التي كان يوجد فيها هذا الفريق. ولئن تفادى اللاعب السابق تبرير هذه الهزيمة بغياب ما لايقل عن خمسة لاعبين أساسيين ذوي خبرة كانت ستنفع المولودية، إلا أنه أصر على القول عن منافسه القسنطيني إنه لم يكن بالقوة التي كانت ستمنع كتيبته من افتكاك نتيجة إيجابية منه، فضلا عن حرمانه من قوّته الضاربة، المتمثلة في أنصاره، الذين حضر عدد قليل منهم تلك المواجهة على غير العادة، لكن في المحصلة النهائية انهزم "الحمراوة"، وازدادت وضعيتهم صعوبة. ولحسن حظهم أن الفارق بينهم وبين أول الساقطين المحتملين شباب عين فكرون، بقي متجمدا في ثلاث نقاط بعد انهزام هذا الأخير في الساورة، ويذهب أحد المسيّرين إلى القول إن الجولة الماضية خدمت مصالح فريقه بشكل كبير، وأبقت على حظوظه كاملة في سباق البقاء. لكن الأنصار الأوفياء يرون أمور فريقهم من زاوية أخرى، ويرفضون تحليلها بهذه الطريقة، ويؤكدون على أن الأولى بمن يسيّر المولودية ويدربها ويلعب لها تقييم مردودهم وحساب خطواتهم هم أوّلا قبل أي فريق آخر. ولا يخفي هؤلاء الأنصار تشاؤمهم من مستقبل فريقهم، ومنهم من يجزم أنه (أي الفريق) وبهذا الوجه الشاحب، سائر لتدوين سقوطه الثاني إلى الرابطة الثانية المحترفة بعد الأول التاريخي سنة 2008، ويستندون على أرقام تفصيلية حول خرجات التشكيلة منذ إقلاع مرحلة الإياب، حيث جلبت إلى حد الآن نقطة واحدة من أصل 15 ممكنة من 5 لقاءات، وتسجيل هدف واحد فقط، ومع هذه الحصيلة يرون بأن هذه التشكيلة بعيدة كل البعد من أن تشرفهم وتحقق آمالهم، وطالبوا الجميع بالرحيل عن المولودية، وإعادة بناء فريق على أسس صحيحة حتى ولو تطلّب ذلك انتظار سنوات، لا الاعتماد كل مرة على الترقيع و«البريكولاج"، الذي أبقى المولودية حبيسة الصفوف الخلفية لعشر سنوات سابقة، حتى إن الأنصار أضحوا يعرفون مسبقا مآل طلتها قبل استهلال كل موسم، وكانت الهزيمة ضد شباب قسنطينة النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الجميع في فوهة مدفع الأنصار، الذين لجأوا كالعادة للسب والشتم، ليعبّروا عن استيائهم بما يحصل لفريقهم المحبوب. ولم يسلم كذلك المدرب بلعطوي، الذي لم تشفع له حداثة عهده بالفريق لدى المحبين، الذين أدخلوه في قائمة المغضوب عليهم، لكن اللاعب الدولي السابق يحاول مداركة تأثره من هذه المعاملة، ويركز على ما ينتظره في قادم الجولات والمباريات، كما يحاول وضع خارطة طريق لفريقه، من خلال ما وقف عليه من أخطاء ومعوقات في اللقاءين السابقين ضد شبيبة القبائل برسم الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية وأمام شباب قسنطينة؛ "لقد وقفت عند نقص فادح في الفعالية الهجومية، وأؤكد أنها هي من كبحتنا عن تحقيق نتيجة أفضل في لقاء الكأس وأمام شباب قسنطينة. وأصبح محتّما عليّ إيجاد الحلول في أقرب وقت؛ لأن الوضعية الحالية التي يوجد فيها فريقنا، والمباريات الهامة التي لا مناص من النجاح فيها، تتطلب ذلك"، يقول بلعطوي، مضيفا: "قد يلومني الأنصار على عدم استغلال الأزمة التي كان يمر بها شباب قسنطينة للفوز عليه، وقد يكونون محقين في ذلك، ولكني أنا كذلك محق عندما أقول بأنها لم تتوفر لديّ خيارات كثيرة خاصة في الدفاع، ثم هناك الغيابات التي كان لها تأثير كبير في النتيجة النهائية للمباراة، لكن البطولة لم تنته بعد، وأدعو الجميع إلى رص جهودهم حتى تخرج المولودية من وضعيتها الحالية، وهو أمر ليس مستحيلا بنظري". ويأمل بلعطوي كثيرا في البصم على أول انتصار للمولودية الوهرانية في مرحلة الإياب، مع استعادته بعض هؤلاء الغائبين عن موعد ملعب الشهيد حملاوي في اللقاء الهام المرتقب ضد اتحاد الحراش، الذي يعوّل كثيرا على كسب نقاطه، وهي الرسالة التي يكون بلّغها للاعبيه منذ حصة الاستئناف التي جرت عصر أمس بملعب أحمد زبانة.