في خرجة كانت متوقَّعة كلما تراجعت النتائج الفنية لفريقها واشتدت الضغوط عليه مع مشارف نهاية الموسم الكروي، تنوي إدارة مولودية وهران الانتقال إلى ملعب الحبيب بوعقل لإتمام الجولات المتبقية للموسم الحالي؛ اعتقادا منها أن بقاء الفريق مضمون داخل أسواره. وحسب مصادر "المساء"، فإن الإدارة تقدمت بطلب إلى الرابطة الوطنية المحترفة في هذا الشأن منذ أسبوع. ويكون نائب رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله، قد فتح هذا الموضوع مع رئيس الرابطة المعنية محفوظ قرباج، على هامش انعقاد الجمعية العامة العادية للرابطة الوطنية المحترفة. ويأمل مسيّرو المولودية الوهرانية تلقّي رد إيجابي على طلبهم، وهم يذكرون كيف تمكن فريقهم الموسم الماضي من ضمان بقائه بملعب بوعقل، بعد انتصاره على كل زواره، ومن بينهم اتحاد الحراش منافسهم المقبل هذا السبت، والذي كان وقتذاك ينافس على اللقب الوطني.لكن عارفين بأحوال النادي الوهراني يرون أن حلم الرئيس جباري ومساعديه في الانتقال إلى ملعب بوعقل أو "الحوش"، كما يسميه "الحمراوة"، صعب التحقيق إن لم يكن مستحيلا، موضحين أنه حتى إن انتزع المسيّرون الوهرانيون الموافقة من الرابطة الوطنية الاحترافية، إلا أن العقبة الكبرى تبقى في كيفية استمالة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لتحقيق رغبتهم، حيث كان سبق ل "للفاف" وأن أكدت أن مباريات فرق القسم الأعلى، يجب أن تقام في ملاعب كبيرة تستجيب لشروط الأمن الضرورية، ولرغبة الراعي الرسمي لمباريات الرابطة الاحترافية الأولى، خصوصا مؤسسة التلفزيون الجزائري، حتى تسهل عليها مهمة نقل المباريات إلى قطاع واسع من المشاهدين الرياضيين الجزائريين، وهناك سابقة في هذا الموضوع الموسم الماضي، عندما رفضت هيئة محمد روراوة طلبا مماثلا للمولودية باستقبال منافسها اتحاد العاصمة بملعب بوعقل، في لقاء برسم الدور نصف النهائي من منافسة كأس الجزائر، ورسمته بملعب أحمد زبانة. وكما هو معروف، فقد فاز في ذلك اللقاء فريق "سوسطارة" بهدف وحيد من تسجيل المحنّك دهام، وتُوّج بعدها بهذه الكأس. وقد لاقى المسيّرون الوهرانيون بعدها عتابا وتقريعا شديدين من لدن الأنصار؛ بسبب انشغالهم بقضية الملعب عوض تجهيز التشكيلة لمواجهة العاصميين. وقد يتكرر نفس السيناريو في جبهة البطولة، ويجد الفريق نفسه بين مخالب الرابطة الاحترافية الثانية بعد إسدال الستار عن الموسم الكروي الحالي. من جانب آخر، لايزال التسيب ميزة تدريبات التشكيلة؛ حيث كان استئنافها مبتورا وفاترا. وقد تفاجأ المدرب الجديد القديم عمر بلعطوي، بغياب مالا يقل عن 13 لاعبا في الحصة الصباحية لأول أمس، التي أقيمت بقاعة لتقوية العضلات، وهي غيابات أغضبت كثيرا اللاعب الدولي السابق، خاصة أنه يأمل في رسم انطلاقة جديدة للمولودية؛ على اعتبار أنه لم ولن يحاسب على النتيجتين السلبيتين الأخيريتين أمام شبيبة القبائل، التي أقصت كتيبته من الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية، وشباب قسنطينة الذي عقّد مأموريتها أكثر، وأكد أنها تمر فعلا بأزمة نتائج، بسبب حداثة عهده بتدريب زملاء بن يطو. ويدرك بلعطوي جيدا أن صلب عمله سيكون نفسيا للمشكل الحاد الذي تعاني منه التشكيلة على هذا الصعيد، والذي ما فتئ المدرب المقال جمال بن شاذلي، يؤكد عليه عقب كل تعثر ونتيجة سلبية للفريق. ويتساءل المتتبعون ومعهم المحبون الحقيقيون للمولودية الوهرانية، إن كانت الإدارة ستساعد مدربها الجديد في فرض الانضباط داخل التشكيلة فيما تبقى من مباريات حتى لا تسوء الأمور أكثر بداخلها ولو أن هؤلاء يشكون في قيام الإدارة بذلك، متهمين إياها بأنها المتسبب الأول فيما يحصل للفريق، لأنها وببساطة لم تعتن بحل كل مشاكله، وفي مقدمتها المستحقات المالية العالقة للاعبين، حتى يمكنها بعد ذلك إملاء تعليماتها الانضاطية على الجميع، وزجر المخلين بها كما تفعل الأندية التي تحترم نفسها، وما خروج جباري بين الفينة والأخرى ليعلن عن انسحابه من منصبه، إلا ضحكٌ على ذقون أنصار الفريق، واستهزاء بمشاعرهم؛ لأنهم يعلمون جيدا أن رئيسهم مداوم على خرجات كهذه كلما تضاعفت الضغوط عليه، لكن من دون ترك الجَمل بما حمل؛ لأنه يهمه كثيرا ما يحمله هذا الجمل على قلّته، وعلى حساب الحاجة الماسة للمولودية الوهرانية إليه، يؤكد هؤلاء المتتبعون والمحبون.