سقط ما لا يقل عن 75 نيجيريا في أعمال عنف دامية هزت شمال شرق البلاد الذي يتخبط في دوامة عمليات انتقامية أخذت صبغة طائفية في إطار الصراع الدائر بين حركة «بوكو حرام" المتطرفة والسلطات النيجيرية. ولم تمنع العمليات العسكرية التي يشنها الجيش النيجيري ضد عناصر هذا التنظيم المسلح وحالة الطوارئ المفروضة في البلاد هذه الحركة من تنفيذ مزيد من الهجمات الدامية. فبينما قتل 50 شخصا في تفجير مزدوج استهدف ليلة السبت إلى الأحد مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية بورنو في شمال شرق البلاد لقي 39 شخصا آخر مصرعهم في هجوم مسلح يعتقد أن مقاتلين من الحركة المسلحة نفذوه بمنطقة ميانوك على بعد 50 كلم إلى الغرب من المدينة السالفة الذكر. وفي منعرج خطير لموجة العنف التي تعيشها نيجيريا استخدمت تقنية السيارة المفخخة في تفجير استهدف احد الأحياء الشعبية بمدينة ميدوغوري وبمجرد أن التف الناس حول مكان التفجير لإنقاذ الضحايا انفجرت قنبلة ثانية مما تسبب في سقوط المزيد من القتلى. وفي وقت أكد فيه لاوال تانكو رئيس شرطة ولاية بورنو إحصاء 35 جثة أكدت تقارير إعلامية أن حصيلة التفجير المزدوج قد تصل إلى 50 قتيلا بسبب بقاء العديد من الأشخاص تحت أنقاض البنايات المنهارة. وتعتبر مدينة ميدوغوري معقلا رئيسيا لحركة "بوكو حرام" إلا أن الجيش النظامي عمد في المدة الأخيرة الى إقامة اكبر معسكر لوحداته حتى تسهل عليه عمليات مطاردة عناصر بوكو حرام بأكثر نجاعة وفعالية. وتزامن هذا التفجير مع هجوم مسلح بمنطقة ميانوك أكد شهود أن عشرات المسلحين من حركة بوكو حرام كانوا يرتدون الزي العسكري هاجموا السكان الذين كانوا يحضرون لأداء صلاة العشاء مستخدمين القنابل والأسلحة الرشاشة وهو ما أدى إلى سقوط حوالي 39 قتيلا. وقال أحد الناجين أن المسلحين الذين جاؤوا على متن سيارات رباعية الدفع وكانوا مجهزين بقذائف صواريخ "ار. بي. جي" وبنادق الكلاشنيكوف أمطروا المدينة بوابل من الرصاص وخربوا كل شيئ فيها. وشكلت منطقة ميانوك هدفا مفضلا لحركة "بوكو حرام" التي شنت العديد من الهجمات الدامية كان أعنفها قبل هجوم أول أمس ذلك الذي استهدف المنطقة شهر جويلية الماضي وراح ضحيته 25 قتيلا. للإشارة فإن حركة "بوكو حرام" ومنذ تأسيسها قبل أربع سنوات دخلت في صراع مسلح مع الحكومة النيجيرية راح ضحيته الآلاف من الأشخاص وغذى أعمال العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين بهذا البلد الأكبر من حيث التعداد السكاني في افريقيا.