أشرف وزير التكوين والتعليم المهنيين، نور الدين بدوي، أمس، بسطيف، على إعطاء إشارة الافتتاح الرسمي لدخول الدورة الثانية للتكوين المهني على المستوى الوطني للموسم 2013-2014، داعيا إلى ضرورة مواصلة تأهيل اليد العاملة المحلية وتكوين الشباب ومنحهم الكفاءة المطلوبة، بما يجعلهم قادرين على رفع تحديات الساعة. وأكد بدوي خلال افتتاحه للموسم المهني في دورته الثانية بالمعهد الوطني المتخصص بحي الهضاب بسطيف، أنه يتعيّن على المعنيين بقطاع التكوين والتعليم المهنيين الاهتمام أكثر بالشباب وإعطاء الفرصة أكثر لتدريب اليد العاملة المحلية، لإعطاء دفع قوي للقطاع، والمساهمة أكثر في تمكين مختلف المتربصين من فرص التكوين المتاحة. وأوضح الوزير في هذا الإطار، أن اختيار ولاية سطيف لإعلان انطلاق الدخول المهني الجديد لم يكن محض صدفة، لكون الأمر يتعلق، حسبه، "بولاية استطاعت فرض نفسها من خلال الديناميكية الاقتصادية، وتنمية الاستثمارات التي تشهدها بفضل رجالها ونسائها الذين أدركوا دورهم الفعال كقوة اقتراح". وأبرز المتحدث في السياق، أهمية تنمية وتطوير شراكة حقيقية بين قطاع التكوين المهني ومختلف الهياكل التي تشكل البيئة التي يتواجد فيها، مذكرا بأن سطيف تحتل حاليا المرتبة الأولى في الجزائر في مجالات التمهين، خاصة مع تميّز المنطقة بطابعها الصناعي والاقتصادي (حيازتها على نسيج صناعي كثيف). وبلغة الأرقام، قال ممثل الحكومة إن 270 ألف متربص يتلقون حاليا تكوينا في الجزائر عبر 1200 مؤسسة تتوفر على كل التجهيزات البيداغوجية، موضحا أنه لا يمكن لأي قطاع مهما كان أن ينجح دون شباب مؤهلين مهنيا ودون يد عاملة تتمتع بالكفاءة العالية المطلوبة لتحقيق المنافسة والصمود في سوق الشغل. وللإشارة، فقد استقبلت مؤسسات قطاع التكوين والتعليم المهنيين بسطيف، أمس، بمناسبة دورة فبراير2014 ما لا يقل عن 189128 متربصا من بينهم 7637 مسجلا جديدا في شتى التخصصات. وتضم الولاية فيما يتعلق بالمنشآت والهياكل التكوينية، معهدا وطنيا للتكوين المهني وثلاثة معاهد وطنية متخصصة للتكوين المهني، إلى جانب معهدين للتكوين و26 مركزا للتكوين المهني ومركزا وطنيا للتعليم المهني عن بعد و22 مؤسسة خاصة معتمدة للتكوين. ومن جهة أخرى، وفي إطار الجهود الرامية إلى ترقية الجانب التأطيري للقطاع، تسهر وزارة التكوين والتعليم المهنيين على توفير تكوين مهني نوعي يتماشى مع شتى التخصصات الجديدة المعتمدة، حيث تعكف مصالح الموارد البشرية بالوزارة على مضاعفة نسبة توظيف المؤطرين من خلال إدماج 1743 إطارا مكونا قصد ضمان تغطية تأطيرية مثالية وشاملة على مستوى كل معاهد التكوين عبر التراب الوطني. تحسبا لتحقيق رهان 18 ألف أستاذ مكوّن خلال نهاية الموسم الحالي 2013-2014. كما سيلجأ القائمون على قطاع التكوين في هذا الإطار، إلى توظيف 266 أستاذا متخصصا في التكوين "درجة أولى" مستوى ليسانس و294 أستاذا متخصصا "درجة ثانية" مستوى مهندس دولة، بالاضافة إلى 1323 أستاذا مهنيا إضافيا، حيث سيوجه هؤلاء إلى تغطية العجز التأطيري المسجل ببعض معاهد ومراكز التكوين بالمناطق النائية والجنوب الكبير. وفيما يتعلق بالتأطير البيداغوجي، سخّر القطاع كل إمكانياته المادية والبشرية لتوفير 385 ألف مقعد بيداغوجي جديد بنظام إقامي، بهدف العمل على استيعاب كل المتربصين والمسجلين الجدد، خاصة في التخصصات ذات الصلة بميادين الفندقة والأشغال العمومية والبناء والصناعة التقليدية. ولضمان تكوين مهني نوعي وشامل، ارتأت الوصاية اللجوء إلى توسيع قائمة التخصصات ذات الطابع التأهيلي إلى 112 تخصصا، مع العلم أن هذه التخصصات لم تكن تتعدى في السابق 93 تخصصا، كما اتخذت قرار توفير 500 ألف مقعد بيداغوجي إضافي في قطاع التمهين للشباب أصحاب المستويات التعليمية المحدودة والمتواضعة. ولم تختلف استراتيجية الحكومة للنهوض بقطاع التكوين والتعليم المهنيين بمنطقة الجنوب عن مختلف المناطق الأخرى، حيث تعزز القطاع بالجنوب الكبير خلال الموسم التكويني الحالي ب21 مؤسسة تكوينية جديدة تضمن حوالي 26 تخصصا جديدا في شتى الاختصاصات والفروع التي تتماشى وخصوصيات المنطقة على غرار الفندقة والصناعات البترولية والطاقة الشمسية والاتصالات.