اختتمت مؤخرا بدار الثقافة لمدينة بومرداس، الطبعة الثالثة لصالون التوجيه والتكوين المهني، عرض خلاله أكثر من 55 تخصصا تكوينيا بهدف إطلاع الشباب على عروض التكوين المتاحة، وتوفير فضاء للاحتكاك والتفاعل مع المتعاملين الاقتصاديين بغرض ترقية الإدماج المهني، واختير تنظيم الصالون عشية الدخول المهني لدورة فيفري 2014. شارك في هذا الصالون، إلى جانب مديرية التكوين والتعليم المهنيين؛ غرفتا الصناعة التقليدية والصيد البحري ومديرية المركز الجهوي للتكوين عن بعد لولاية تيزي وزو، وأجهزة تسيير القرض المصغر ودعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة. جاء الصالون، حسب مدير القطاع السيد صادق سعادنة، تجسيدا لبرنامج العمل المسطر في إطار العملية الإعلامية والتحسيسية التي يقوم بها القطاع لفائدة الشباب الراغب في متابعة تكوين متخصص عبر مراكز التكوين المنتشرة بالولاية. وما ميّز صالون التوجيه هذه المرة أنه جاء على مساحة واسعة، حيث اختيرت تخصصات البناء والترصيص الصحي، الحدادة الفنية، كهرباء السيارات، الجبس، تربية الحيوانات وزراعة الخضروات.. إلخ، لعرضها في ساحة دار الثقافة كونها تخصصات تحتاج إلى مساحات واسعة، كما أن المتربصين المزاولين لمختلف تلك التخصصات قدموا عروضا على المباشر في الساحة لتشجيع الشباب المحتاج للتكوين قصد الالتحاق بأحد مراكز التكوين المهني. فيما شغلت التخصصات الأخرى بهو الدار، مثل الطبخ، السيراميك، الفخار، صناعة الجلود، مهن الخياطة المختلفة، إلى جانب القصابة أو الجزارة الذي يعد تخصصا جديدا أدرج مؤخرا ضمن قائمة التخصصات التكوينية. وعن هذا التخصص بالذات، تحدثت ”المساء” إلى حميد معوش وبن يعقوب عميروش المتربصين في هذا التخصص بمركز التكوين المهني والتمهين لبرج منايل، اللذين شاركا خلال الصالون في جناح جاء في شكله كمحل قصابة مصغر، حيث كشف حميد أن هذا التخصص يدوم سنة كاملة، ويتعلم المتربص كل أبجديات مهنة الجزارة بما في ذلك خصوصيات اللحوم البيضاء والحمراء وكيفية تنظيفها، قطعها وحفظها، إذ يقول: ”اختياري لهذا التخصص جاء عن حب، خاصة أن إمكانية العمل بعد التخرج متاحة أمامي، وما لفت انتباهي خلال التربص أن ثمة طريقة خاصة لكيفية مسك قطع اللحم بغية تقطيعها بشكل صحيح، كما تعلمنا الطرق الصحيحة لحفظ قطع اللحم وكيفية عرض المنتوج (أي اللحوم) في القصابة”. من جهته، يقول عميروش بأنه تلقى خلال تربصه الذي انطلق في دورة أكتوبر 2013، طرق تنظيف اللحوم، خاصة البيضاء منها، وعرضها بطريقة مدروسة، وأوضح أن هناك العديد من أنواع اللحوم بالنظر إلى ألوانها ومذاقها، ليس مثلما هو معروف لدى العامة حول اللحوم الحمراء والبيضاء، وحتى بالنظر إلى فئة اللحوم. وحسب المتربصين، فإن أجود أنواع اللحوم تظهر من خلال لونها، فلون اللحم الجيد يكون إما أحمرا فاتحا أو غامقا حسب سن الماشية، ويكون متماسكا، بحيث لا تغوص فيه الأصبع عند لمسه. أما اللحم غير الجيد فيتغير لونه عن طبيعته ويكون رخوا، بحيث يغوص فيه الأصبع بسهولة، كما قد تنبعث منه رائحة غير مرغوب فيها. الجدير بالذكر أنه تم برسم الدخول المهني القادم وضع في متناول الراغبين في الالتحاق بأحد التخصصات عبر مراكز التكوين نحو 6000 منصب، من بينها 2600 في التكوين عن طريق الإقامة و2200 بنمط التكوين عن طريق التمهين. وتتوزع بقية المناصب البيداغوجية على النساء الماكثات في البيت ب 1200 منصب، الدروس المسائية (500)، التكوين عن طريق المعابر (150) والتكوين الأولي التأهيلي ب 300 منصب.