ستكون مباراة سلوفينيا الودية التي سيخوضها الفريق الوطني الجزائري غدا الأربعاء في ملعب تشاكر بالبليدة، المباراة الأولى والأخيرة التي يلعبها رفقاء بوقرة في الجزائر وأمام أنصارهم في سنة 2014 قبل المونديال، وقد تكون الأخيرة أيضا لبعض العناصر الوطنية، التي قد لا تواصل المشوار مع المدرب حليلوزيتش إلى غاية كأس العالم، ولا حتى التربص التحضيري، الذي سيجريه الخضر في سويسرا شهر ماي القادم؛ استعدادا للمنافسة العالمية التي تحتضنها البرازيل. فهذه المباراة ضد سلوفينيا ستسمح للمدرب حليلوزيتش باختيار ال23 لاعبا، الذين سيواصلون العمل معه، هذا حتى وإن كان بعض المتتبعين يرون بأن المدرب البوسني للخضر أعد في رأسه هذه القائمة بنسبة 80 بالمائة. ولقاء غد سيسمح له بتجسيد فكرته بنسبة كبيرة، غير أن بعض العارفين لعقلية الناخب الوطني، يؤكدون بأنه يمكن لهذا الأخير أن يعلن عن المفاجآت في أي وقت، فمثلا عدم استدعاء بودبوز وبلفوضيل هذه المرة لتربص الفريق في مركز سيدي موسى، لا يعني بأن المدرب أقصى اللاعبين نهائيا؛ إذ من الممكن أن يدعوهما في أي وقت قبل المونديال القادم بالبرازيل، خصوصا أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، سبق لها أن بعثت بقائمة موسَّعة للفيفا بأسماء اللاعبين لتأهيلهم في منافسة كأس العالم؛ لهذا يمكن الاستنجاد بأي لاعب من الذين لن تتاح لهم الفرصة للتنقل مع التشكيلة الوطنية الأولى إلى بلد الصمبا. وباكتمال تعداد المنتخب الوطني أمس بوصول جميع اللاعبين المعنيين بتربص سيدي موسى، استطاع المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يشرع في عمله بصفة رسمية خلال الحصة التدريبية التي برمجها لعناصره بداية من الساعة الخامسة مساء، حيث يحاول الناخب الوطني خلال الحصص المبرمجة، خلق الأوتوماتيزمات والتناسق بين كل الخطوط، خاصة بين الدفاع ووسط الميدان، المنطقتين اللتين أظهرتا بعض الأخطاء في اللقاءات الماضية التي لعبها المنتخب الوطني الجزائري، فالمناسبة بالنسبة لمدرب الخضر ستكون لتصحيح هذه الأخطاء والوقوف على مدى استعداد لاعبيه، الذين لن يكون أمامهم سوى إعطاء كل شيء خلال هذا التربص إن أرادوا الذهاب إلى المونديال، وإلا فإن الأمور ستتعقد على العديد منهم إن لم يقنعوا المدرب الوطني، مما سيؤدي بهم إلى متابعة كأس العالم من وراء شاشة التلفزيون وليس في ملاعب البرازيل، فالمونديال ينطلق غدا بالنسبة للاعبي الخضر في ملعب تشاكر. وكانت الفرصة أيضا من خلال إجراء هذا التربص التحضيري لمباراة سلوفينيا، والذي يدوم يومين فقط للناخب الوطني وللاعبين للالتقاء ببعضهم البعض مرة أخرى، حيث يعود آخر تاريخ تجمّع فيه اللاعبون، إلى شهر نوفمبر من السنة المنقضية بمناسبة إجراء مباراة العودة التأهيلية إلى كأس العالم ضد منتخب بوركينا فاسو؛ إذ فاز الخضر بهدف مقابل صفر في ملعب تشاكر بالبليدة. عودة اللاعبين إلى التجمع تُعد أمرا إيجابيا بالنسبة لهم، لكن هذه المرة الرهان كبير لكل العناصر الوطنية، وهو اقتطاع تأشيرة المشاركة في المونديال، لهذا فمن الأكيد أن تكون المنافسة كبيرة بين كل اللاعبين للظفر بمنصب أساس في تشكيلة حليلوزيتش، الذي لن يعتمد هذه المرة فقط على وقت اللعب بالنسبة لكل لاعب، لكن على مدى استعداد كل اللاعبين للالتزام بالروح الجماعية وخدمة البقية وقبول كرسي الاحتياط إن اقتضت الضرورة ذلك، فالكرة في مرمى اللاعبين، و90 دقيقة مباراة سلوفينيا ستحدد مصير كل واحد منهم.