رست أمس بميناء وهران مفرزة مشكلة من فرقاطتين تابعتين لأسطول القوات البحرية الملكية الاسبانية سفينة "ديسكو بييرتا" وأخرى للدعم والإسناد "نيبتون" وذلك قصد إجراء تمرين مشترك جزائري-إسباني يدخل في إطار برنامج التعاون الثنائي المسطر لدعم آليات المراقبة والأمن البحري "ميداكس أ08". وحسب رئيس خلية الاتصال لدى قيادة القوات البحرية المقدم سليمان دفايري فإن زيارة المفرزة البحرية الاسبانية التي ستدوم إلى غاية 25 جوان تأتي في إطار تنفيذ برامج التعاون الثنائية بين البحريتين الجزائرية والاسبانية التي تحددها توصيات الاتفاقية المبرمة مابين وزارتي دفاع البلدين. وتأتي هذه الزيارة أيضا كما أوضح تعزيزا لبرامج التعاون في إطار مجموعة ال5+5 وكذا الاتفاقيات المدرجة ضمن الحوار المتوسطي وآليات التعاون مع الحلف الأطلسي. وأضاف المسؤول أن التحولات المسجلة في الميدان البحري باتت تفرض على بلدان المنطقة تكثيف التعاون خاصة في شقه المتعلق بالمراقبة والأمن البحري الذي أصبح من أولويات اهتمامات مجموعة البلدان المبرمة لاتفاقيات التعاون في المجالات البحرية لمواجهة أخطار ظاهرة الإرهاب الدولي إضافة إلى حجم الحركة البحرية للسفن مابين السواحل الجزائرية والاسبانية. وتسجل هذه الحركة مرورا أفقيا على مستوى الضفتين مابين 300 إلى 350 سفينة في اليوم ومابين 400 إلى 450 سفينة عموديا مابين اسبانيا والجزائر، فضلا عن تطور حظيرة أسطول الصيد البحري الجزائري في المدة الأخيرة. ويرتكز التمرين المشترك حسب المقدم دفايري على أربع مراحل أساسية تبدأ باجتماع مسؤولي المفرزة الاسبانية وقيادة الواجهة البحرية الغربية لبحث الأسس النظرية للتمرين، ثم مناورات الملاحة التكتيكية في البحر تليها الاتصالات عن طريق الإشارات الصوتية وأنظمة الاتصال البحرية بالرايات، وينتهي التمرين بتقنيات البحث والإنقاذ وعمليات الغطس التحت مائية إضافة إلى عرض ودراسة تجارب كيفيات مواجهة أعطاب السفن في البحر بين أطقم البحريتين تطبيقا للمبدأ البحري "الصراع من أجل البقاء". وذكر المصدر أن البحرية الجزائرية شاركت في أكثر من 15 عملية شملت تمارين ومناورات بحرية في إطار الاتفاقيات ما بين دول حوض المتوسط منذ سنة 2003. وكان في استقبال طاقم المفرزة البحرية الاسبانية قائد الواجهة البحرية الغربية العقيد مداح محفوظ قبل أن يحظى الوفدان العسكريان للبلدين باستقبال والي وهران. وينتظر أن يخصص جانب من زيارة الوفد العسكري الاسباني لاكتشاف المعالم التاريخية والأثرية لوهران خاصة تلك التي ترمز إلى حقبة التواجد الاسباني بالمنطقة.