يعترف مسؤولو القوات البحرية الفرنسية، أن الجزائر قطعت أشواطاً معتبرة في التعاون مع دول ضفتي حوض المتوسط، وأنها تبذل جهوداً كبيرة في امتلاك وسائل متطورة لمواجهة التحديات المتزايدة، وقال الأميرال الفرنسي جون توندوني الذي نشط، أمس، رفقة قائد السفينة الحربية "الرائد بيرو"، ندوة صحفية على المتن، أن بحريتي البلدين تعملان منذ ثلاث سنوات في الميدان بصفة منتظمة، في عدة مجالات كالمراقبة والتفتيش، الإنقاذ، مكافحة التهريب والتلوث وغيرها من المهام البحرية، وأن التحديات الراهنة تتطلب تكثيف المراقبة وتبادلاً دائماً للمعلومات والمعطيات· وأكد الأميرال توندوني، أن ظاهرة "الحراقة" لم تعد مسألة مخالفات بحرية بل صارت مأساة إنسانية ينبغي أن تهتم بها الدول المعنية، وحسبه فإن هذه الظاهرة المتزايدة باطراد استحوذت على قدر أكبر من عمليات المراقبة التي تحولت في العديد منها إلى عمليات إنقاذ، وذلك على حساب المهام الأخرى المتمثلة في المراقبة والتفتيش ومكافحة الآفات الخطيرة· وأشار الأميرال الفرنسي إلى الزيارة التي قام بها الرئيس ساركوزي والتي تحدث فيها عن مشروع "الاتحاد المتوسطي"، مؤكداً أن الزيارة تؤسس لتعاون متين على كل الأصعدة خاصة في المجال العسكري· ومن جهته أثنى قائد سفينة "الرائد بيرو" الرائد جان باتيست سوبري على المجهودات التي تقوم بها البحرية الجزائرية من خلال الإمكانيات التي تقوم باقتنائها لتدعيم أسطولها البحري، مشيراً إلى الدور الهام للجزائر في حوض البحر المتوسط ودول ال(5+5)· أما بخصوص التمرين المشترك بين البحريتين فوصفه المسؤول بالناجح وأنه حقق الأهداف المسطرة انطلاقاً من التمارين على الرصيف بميناء تولون الحربي بفرنسا مرورا إلى تمرين ثانٍ بميناء وهران وانتهاء بتمرين تكتيكي في عرض البحر تحت اسم "الرايس حميدو 7 "، إذ قامت الوحدات المشتركة بتفتيش سفينة مشبوهة، مشيراً أن التعاون موجود حتى خارج هذه التمارين المشتركة والتنسيق كبير بين البحريتين· وحسب الرائد جان باتيست سوبري فإن حركة السفن الكثيفة في عرض المتوسط تتطلب تنسيقاً وتعاوناً كبيرين، مشيراً إلى أن 300 سفينة تتنقل بين شرق المتوسط وغربه، إضافة إلى البواخر التي تتنقل بين ضفتي البحر، مما يحتم على القوات البحرية المعنية تكثيف تبادل المعلومات والمعطيات في وقتها، وفي هذا الصدد قال الأميرال جون توندوني أن عمليات تبادل المعلومات صار أمرا سهلاً وسريعاً بفضل شبكة الأنترنت "المؤمّنة" بين قيادة القوتين البحريتين· للإشارة، كانت الفرقاطة الفرنسية "رائد بيرو" قد رست أول أمس، بميناء الجزائر العاصمة في توقف يدوم إلى غاية يوم 2 فيفري وعقب رسو الفرقاطة بميناء الجزائر قام قائدها الرائد جان باتيست سوبري بزيارة مجاملة لقائد الواجهة البحرية الوسطى العقيد قلمامي محمد، وكان مسؤول خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية المقدم سليمان دفايري أوضح أن هذا التوقف يأتي تتويجا لبرنامج تمرينات "الرايس حميدو" التي انطلقت يوم 15 جانفي الفارط في مجالات المراقبة والأمن في البحر الأبيض المتوسط وذلك في إطار التعاون الثنائي بين البلدين، تندرج في إطار برنامج التعاون بين بلدان البحر الأبيض المتوسط العضوة في مجموعة (5 + 5)·